تعددت طرق التحرش الجنسي في الجزائر وعرف منحى تصاعديا بأماكن العمل وعلى مستوى الحافلات وبالأماكن العمومية، فبالإضافة إلى العنف اللفظي والممارسات المشينة ضد المرأة امتدت الأمور إلى ما هو أخطر بحيث باتت المرأة عرضة لممارسات يندى لها الجبين في كل مكان ووصل الأمر إلى أبعاد خطيرة وجب عدم السكوت عنها، بحيث سولت للبعض نفوسهم المريضة على الكشف عن عوراتهم للنسوة بالأماكن العمومية من باب الابتزاز والمساومة وهو الواقع المر الذي عانته العديد من النسوة من خلال تلك السلوكات المنحطة سواء كانت عن طريق المغازلة أو بعض الإشارات المبهمة التي تحمل في طياتها معاكسة النسوة والتعدي على شرفهن على مستوى الشوارع. نسيمة خباجة وقد عانت المرأة الويلات من ذلك الجانب وعمت الظاهرة جل الأمكنة فمن العمل، إلى الشارع، إلى الحافلة... ولم تعد المرأة تسلم من تلك الآفة في كل مكان حتى ضجرت من مثل تلك التصرفات التي تلاحقها بدعوى أنها كائن ضعيف لا يملك أساليب الدفاع عن نفسه ويجوز للكل ظلمه والتعدي على حقوقه حتى ولو بلغ الأمر إلى إتيان تلك السلوكات المنحطة على مستوى الأماكن العمومية من أصحاب النفوس المريضة. ويقدم الشواذ على تصرفات غريبة متى أتيحت لهم الفرصة لذلك ويتصيدون الفتيات لإفراغ مكبوتاتهم باتجاههن، وما ترويه بعض العينات اللواتي تعرضن إلى ذلك المصير أبلغ مثال عن الانحلال الخلقي الذي اتصف به البعض إلى حد المساس ببعض السيدات والأوانس على مستوى الشوارع مما دفعنا إلى تجاوز النقاط الحمراء وكشف المستور لفضح هؤلاء وكذا اتخاذ إجراءات ردعية قصوى للقائمين بتلك الأفعال المشينة بتعديهم على حرمة النسوة والفتيات. ترأس تلك السيناريوهات المخجلة أناس مرضى وسولت لهم نفوسهم القيام بتصرفات غريبة ومخجلة على مستوى الحافلات، المحطات، الشوارع وراح بهم الأمر إلى أبعد الحدود بحيث انعدم حياؤهم وراحوا يكشفون عوراتهم على مستواها لأهداف يجهلها الجميع، ما سردته لنا الآنسة أمال التي تعرضت إلى نفس الموقف وكادت أن تفقد عقلها خاصة وأنها لم تكن تدري أنها في يوم من الأيام سوف تتعرض إلى ذات الموقف في بلد ديانته الإسلام الذي يدعو إلى احترام الغير والحشمة والحياء، بحيث ركن أحد شياطين الإنس سيارته أمامها بالمحطة وراح يطلق العنان لتصرفات طائشة لا يقوم بها إلا من لا يملكون ذرة حياء حتى وصل إلى الممنوع، وما كان عليها إلا القيام بسبه وشتمه والبصق عليه ففر ولم تواتِها الظروف وكانت ستقدم على كسر زجاج سيارته. نفس ما تعرضت إليه فتاة أخرى، بحيث راح أحدهم إلى نفس السلوك بعد أن كان يستعين بمحفظة ويخفي من ورائها فعلته الدنيئة للوصول إلى هدفه والتعدي على حرمة السيدات والفتيات. دون أن ننسى نفس الممارسات التي يطلقها البعض صوب النسوة، ناهيك عن العنف اللفظي والتحرشات على مستوى الحافلات التي صارت طابوها تعاني منه حافلاتنا العمومية، حتى راحت بعض النسوة إلى العراكات الروتينية مع هؤلاء الأصناف والتي وصلت إلى حد العراك بالأيدي بعد أن تجاوز هؤلاء حدودهم، كما أن من تلك القضايا منها ما وصلت إلى مراكز الأمن قصد إيداع شكاوى التعدي على حقوق الغير وابتزازهن ومساومتهن على مستوى الشوارع. وتجدر الإشارة أن المشرع الجزائري لم يغفل ردع مثل تلك الأفعال، بحيث تعاقب المادة 341 مكرر من قانون العقوبات على التحرش الجنسي بالحبس من شهرين إلى سنة واحدة وبغرامة من 50.000 دج إلى 200.000 دج وتضاعف العقوبة في حالة العود أي تكرار نفس الجرم.