لا يزال مشكل هشاشة السكنات القديمة التي يقطنها سكان أحياء الجزائر العاصمة يثير مخاوف وقلق العائلات، وقد بات هاجس انهيارها في أية لحظة ودون سابق إنذار يلقي بظلاله على يوميات هؤلاء السكان، الأمر الذي أدى بهم إلى مناشدة السلطات المعنية خاصة بعدما صارت بعض أجزاء هذه العمارات القديمة تتساقط بين الحين والآخر، متسببة في حالة من الذعر والخوف الشديدين بين العائلات. فمن خلال زيارتنا الميدانية التي قادتنا إلى المكان هددت أكثر من 36 عائلة قاطنة بكل من العمارتين 7 و8 بحي مناخ فرنسا ببلدية واد قريش والتي تعرضت منازلها للانهيار منذ أزيد من 3 سنوات بالدخول في حركة احتجاجية عنيفة بسبب تماطل السلطات المحلية في عملية ترحيلها إلى سكنات لائقة، حيث لا تزال أكثر من 36 عائلة منكوبة إثر انفجار أنبوب الغاز في 19 جانفي 2010 على مستوى العمارتين 7و8 بحي مناخ فرنسا في بلدية واد قريش تواجه مصيرا مجهولا، وأمام سياسة التماطل التي انتهجتها السلطات المحلية إزاء عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة، بالرغم من أنه سبق للوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الواد أن وعدهم بتسوية وضعيتهم العالقة في أقرب الآجال. وفي هذا الشأن أوضح ممثل عن السكان أنه سبق لمصالح المقاطعة الإدارية لباب الوادي أن قامت باستدعائهم منذ أكثر من 5 أشهر وتم تحديد موعد ترحيل جزء منهم إلى كل من حي 200 مسكن ببلدية عين البنيان وجزء آخر إلى حي 200 مسكن ببلدية سويدانية إلا أنه وللأسف حسب ذات المتحدث لا شيء من هذا القبيل طبق على أرض الواقع وبقيت هذه العائلات تعيش ظروفا اجتماعية جد صعبة وتتخبط في مشاكل لا تعد ولا تحصى في ظل انهيار مساكنها أمام أعينها، كاشفا أن أغلب العائلات تبيت في العراء وأخرى مشتتة بين الأحباب والأقارب، ويعود سبب عدم تطبيق قرار ترحيل هذه العائلات المنكوبة حسب ما أكده أحد السكان خلال حديثه مع والي ولاية العاصمة إلى تجميد قرار ترحيل هذه العائلات إثر موجة الاحتجاج وأعمال الشغب التي شنها أصحاب البيوت القصديرية المتواجدة بالجوار من أجل المطالبة بحقها في سكن لائق، وعبر السكان عن استيائهم الشديد من رفض رئيس المجلس الشعبي البلدي الجديد لبلدية واد قريش السيد أحمد بوديسة استقبال ممثلي العائلات عندما توجه هؤلاء إليه إثر عملية تنصيبه ومطالبة مقابلته لدراسة مشكلتهم معه، بحجة أنه لم يطلع بعد على قضيتهم، الأمر الذي استنكره السكان الذين استغربوا نفي هذا المير الجديد إدراكه لمشكلاتهم بالرغم من أنه كان عضوا في المجلس السابق. وفي هذا الصدد حذرت العائلات من استمرار السلطات المحلية التلاعب بمصيرها مهددة بالدخول في حركة احتجاج عنيفة لا تحمد عقباها في حالة عدم تجسيد القرارات التي سبق للوالي المنتدب أن أقرها. وينتظر السكان ترحيلهم من تلك السكنات القديمة والهشة، والتي صارت جدرانها تتآكل تدريجيا، فالحياة داخل البنايات الهشة لم تعد تحتمل بتاتا على حد تعبير عدد من سكان هذه الأحياء، حيث باتت هذه البنايات القديمة تتأثر بالعوامل الطبيعية المختلفة وفي مقدمتها مياه الأمطار التي تتسرب عبر الجدران المهترئة، ناهيك عن انتشار الحشرات الضارة التي صارت تتسلل إلى داخل تلك المنازل بكثرة، والتي لم يعد يسلم منها السكان حتى في عز فصل الشتاء، أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج، إضافة إلى النفايات التي صارت تغزو أحياء البلدية من كل جانب حيث زادت المكان تعفنا والمحيط تلوثا.