يتخبط سكان حي الشهيد بالعالية بأحمر العين ولاية تيبازة في أوضاع مأساوية وحياة بدائية منذ سنوات طويلة الأمد في ظل انعدام أدنى شروط ومظاهر الحياة الكريمة، من بينها انعدام غاز المدينة وقنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى الوضع الكارثي للطرقات التي لم تعرف أي نوع من التهيئة منذ سنوات، كما يضاف إلى جملة هذه المشاكل النقص الفادح في وسائل النقل. وحسب تصريحات السكان ل (أخبار اليوم) فإنه بالرغم من الشكاوي والكتابات الموجهة إلى السلطات المحلية بشأن انتشالهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها إلا أن انشغالاتهم لم تلق أي اهتمام، حيث لم تكلف السلطات المذكورة نفسها عناء الوقوف على حجم الجحيم الذي يصارعه هؤلاء والنقائص والحرمان والتهميش الذي يطالهم، مما أثر على حياتهم، ويزداد الوضع سوءا وتفاقما مع حلول فصل الشتاء أين تزداد صعوبة التنقل وسط كتل الأوحال وبرك المياه التي تغطي الحي، ناهيك عن تلك الحفر البليغة التي تبلغ عمق المتر، كما أن السكان يواجهون مشاكل حقيقية في ظل غياب التهيئة بالمسالك الداخلية للحي المذكور، إذ تتحول الطرقات إلى برك من المياه الموحلة ومستنقعات يصعب اجتيازها، فحركة المرور تعرف عرقلة بالنسبة للراجلين وأصحاب المركبات الأمر الذي يعرض المارة لخطر الانزلاق بفعل الأوحال والحفر المليئة بالمياه التي يصعب تجنبها في فصل الشتاء، فكل المسالك تفتقر للتهيئة وتزداد تدهورا بمرور الشاحنات الضخمة، كما حمل السكان السلطات مسؤولية تعرضهم للأمراض الوبائية التي أصبحت تهدد حياة العائلات المقيمة على مستوى الحي بسبب تصدع قنوات صرف المياه القذرة وإتلافها ما أدى إلى تسرب مياهها على السطح ما ينجر عنه انتشار الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس، وقد ضاقوا ذرعا بهذه الأوضاع على حد تعبيرهم، فمن غير المعقول أن الحي لا يبعد عن البلدية إلا بأمتار وتعيش فيه العائلات وضعا مترديا وحياة تقليدية بدائية للغاية ونحن في بلد العزة والكرامة حسبهم، رغم رفع عدة شكاوي ومراسلات أودعت على مستوى مصالح بلديتهم إلا أنها بقيت حبيسة الأدراج دون أن تتلقى أي صدى من طرف المعنيين بإنجاز وتهيئة الطرقات وشبكة قنوات الصرف الصحي مما اضطرهم إلى الاعتماد على أنفسهم في إنجازها بطريقة فوضوية دون أي معايير تقنية، مما يتسبب في انسدادها كل مرة مما ينجر عنها تدفق المياه القذرة وتجذب بذلك الحشرات الضارة والحيوانات الضالة، فضلا عن الروائح النتنة التي تسد الأنفاس، ولم تتوقف المشاكل عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل انعدام الغاز الطبيعي الذي أثقل كاهلهم وزاد من متاعبهم اليومية، حيث يتكبدون معاناة جلب قارورات غاز البوتان من أماكن بعيدة، هذا بغض النظر عن ثمنها الباهظ الذي استنزف جيوبهم خاصة في فصل الشتاء أين تكون هذه المادة جد ضرورية للطهي والتدفئة في البرد القارص في الشتاء، وأمام هذه الأوضاع المتدنية والتهميش طالب سكان الشهيد بالعالية بأحمر العين بتزويد حيهم ضمن المشاريع التنموية وتوصيل شبكة الغاز الطبيعي وتهئية قنوت الصرف الصحي وكذا المرافق الضرورية المنعدمة بالحي.