بداية من نهار اليوم يبدأ العدّ العكسي لمباريات الدور الأوّل بإجراء المباراتين الأخيرتين عن المجموعة الأولى، ومن خلالها ستعرف هوية المنتخبين اللذين سيكون لهما شرف بلوغ الدور ربع النّهائي. يتواجد المنتخب المغربي المعروف باسم (أسود الأطلس) تحت مقصلة الإقصاء، لذلك لا خيار لأشبال المدرّب رشيد الطاوسي سوى الفوز أمام منتخب الضيافة جنوب إفريقيا إن أرادوا بلوغ الدور المقبل، وهو أمر جدّ صعب، خاصّة في ظلّ العودة القوية لمنتخب جنوب إفريقيا في الجولة الأخيرة بفوزه على أنغولا بهدفين لصفر. وعلى ذكر المنتخب الأخير سيخوض هو الآخر مواجهة اليوم أمام جزر الرّأس الأخضر من أجل الفوز إن أراد التأهّل. جميع المنتخبات معنية بالتأهّل ما تزال بطاقتا العبور إلى دور الثمانية متاحتين أمام المنتخبات الأربعة، لكن المهمّة الأصعب هي التي تنتظر المنتخب المغربي المدعو لمواجهة نظيره الجنوب إفريقي (المتصدّر) صاحب الضيافة في دوربان، بينما تنتقل أنغولا والرّأس الأخضر إلى بورت إليزابيت. وكانت الجولة الأولى (الافتتاحية) أسفرت عن تعادلين سلبيين، فيما فازت جنوب إفريقيا على أنغولا (2-صفر)، وتفادى المغرب الهزيمة واكتفى بالتعادل (1-1) مع الرّأس الأخضر في الجولة الثانية. وتتصدّر جنوب إفريقيا الترتيب برصيد 4 نقاط مقابل نقطتين لكلٍّ من المغرب والرّأس الأخضر (تعادل كامل) ونقطة لأنغولا. اليوم (سا 18.00) في دوربان المغرب - جنوب إفريقيا التعادل يقصي "أسود الأطلس" ويؤهّل "البافانا بافانا" ستكون مهمّة المغرب الأصعب له من مباريات المجموعة، حيث يكفي صاحب الضيافة التعادل بأيّ نتيجة كانت حتى يرفع رصيده إلى 5 نقاط ويخطف إحدى البطاقتين، فيما يحتاج المغرب إلى الفوز ولا شيء سواه كي يضمن بدوره تأهّله وبخمس نقاط بغض النّظر عن نتيجة المباراة الثانية. رشيد الطاوسي لازال يحتفظ ببصيص الأمل رغم الانتقادات العلنية التي وجّهها المدرّب المغربي رشيد الطاوسي في المؤتمرات الصحفية، خصوصا فيما يتعلّق منها بالأخطاء (الفردية القاتلة)، إلاّ أنه لازال يحتفظ ببصيص الأمل: (ما قدّمناه في الشوط الثاني أمام الرّأس الأخضر يشكّل مصدر أمل لنا في المباراة المقبلة ضد جنوب إفريقيا). الطاوسي عكف على دراسة هذه الأخطاء وتحليلها عكف الطاوسي مباشرة بعد التعادل الثاني ل (أسود الأطلس) مع الجهاز الفنّي واللاّعبين على دراسة هذه الأخطاء وتحليلها بهدف تلافيها من خلال أشرطة الفيديو، ثمّ انتقل إلى استكمال الاستعدادات التدريبية، لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت الخميس الماضي أعاقت حركته، ممّا استدعى إجراء التدريب على ركلات الترجيح تحت النّفق الواصل بين غرف ملابس اللاّعبين وأرض الملعب. الطاوسي جرّب جميع المهاجمين الأساسيين جرّب الطاوسي جميع المهاجمين لديه، سواء الأساسيين من يونس بلهندة (المباراة الثانية فقط) حتى منير الحمداوي مرورا بهشام امرابط وأسامة السعيدي وغيرهم، أو الاحتياطيين من يوسف العربي وكمال الشافني إلى شاهر بلغزواني، فكان المردود عقيما باستثناء الهدف الذي سُجِّل بإمضاء العربي وأتى بالتعادل وأبقى الأمل موجودا. مدرّب جنوب إفريقيا مسلّحا بارتفاع معنويات لاعبيه و... يخوض مدرّب جنوب إفريقيا غوردون إيغسوند اللّقاء مسلّحا بارتفاع معنويات لاعبيه بعد الفوز على أنغولا، وبالجمهور المساند الذي سيملأ المدرّجات، والذي شكره المدرّب لأنّه وقف مع المنتخب ولأوّل مرّة. يعوّل على ثبات المستوى لدى لاعبيه يعوّل إيغسوند الذي فاز منتخبه باللّقب مرّة واحدة على أرضه عام 1996 بعد رفع الحظر المفروض عليه بسبب سياسة التمييز العنصري في البلاد، في المباراة الأخيرة على ثبات المستوى لدى لاعبيه الذين لم يتأثّروا بالتعادل السلبي مع الرّأس الأخضر في الجولة الأولى، لا بل ظهروا في المباراة الثانية بأسلوب أكثر تطوّرا وكانوا أكثر تصميما وعزيمة على تحقيق الفوز. المواجهات السابقة بين المنتخبين لمصلحة جنوب إفريقيا تميل الكفّة لمصلحة جنوب إفريقيا في المواجهات السابقة، حيث التقى المنتخبان 3 مرّات جميعها في نهائيات الأمم الإفريقية ففازت جنوب إفريقيا مرّتين (2-1) في ربع نهائي 1998 و(3-1) في الدور الأوّل عام 2002 (المجموعة الثانية)، وتعادلا (1-1) في الدور الأوّل 2004 (المجموعة الرّابعة). بعد أن وضع نفسه في عنق الزجاجة أمام منتخب الرّأس الأخضر "أسود الأطلس".. تكرم اليوم أو تهان وضع المنتخب المغرب نفسه في عنق الزجاجة في كأس أمم إفريقيا المقامة بجنوب إفريقيا عقب تعادله في مباراته الثانية أمام منتخب جزر الرّأس الأخضر بهدف لمثله، حيث بات أشبال المدرّب رشيد الطاوسي مطالبين بالفوز في ختام مباراتهم في الدور الأوّل وهزم منتخب الديار جنوب إفريقيا إن أرادوا بلوغ الدور الموالي. المنتخب المغربي ورغم تاريخه الكبير في نهائيات كأس العالم 4 مرّات وتأهّله التاريخي إلى الدور الثاني في مونديال 1986، فإن السجِّل الإفريقي لمنتخب "أسود الأطلس" يفتقد إلى القيمة الكبيرة والقامة السامقة، فقد شاركوا في البطولة ال 22 مرّة بداية من مرحلة التصفيات منذ النّسخة الثامنة اعتبارا من عام 1972، وفشلوا في التأهّل إلى مرحلة النّهائيات 7 مرّات. وفي ال 15 مشاركة الأخرى لم يحقّق منتخب "أسود الأطلس" سوى لقبا وحيدا عام 1976، والمركز الثاني مرّة واحدة وكذلك المركز الثالث، والرّابع مرّتين وتأهّلوا إلى دور الثمانية مرّة وحيدة لكنهم رغم ذلك فشلوا في 60 % من مشاركاتهم في تجاوز الدور الأوّل، بمعدل ثماني مرّات منها مشاركاته الثلاث الأخيرة أعوام 2006 و2008 و2012. وقبل انطلاق البطولة الحالية تفاءلت جماهير الأسود بتجاوز عقدة الدور الأوّل، خاصّة مع عودة المدرّب الوطني لقيادتهم وتوازن قرعة الأسود في المجموعة الأولى، لكن التفاصيل لم تأت على ما تشتهي سفن الأسود. وللأسف لم يحقّق المدير الفنّي رشيد الطوسي ما وعد به من محاولة التأهّل قبل مواجهة أصحاب الأرض. والمغاربة الذين فرّطوا في فوز كان ممكنا وقريبا أمام أنغولا في الجولة الأولى، نجوا من الهزيمة في الجولة الثانية أمام جزر الرّأس الأخضر "كاب فيردي" منتخب الدولة الصغيرة التي تقدّمت على منتخب "أسود الأطلس" في الشوط الأوّل وبالكاد أدرك المغاربة التعادل قبل النّهاية ب 11 دقيقة. والأسوأ فيما بعد المباراة أن الطوسي بدأ يبحث عن أعذار ومبرّرات وهمية، منها أنه تولّى المسؤولية منذ فترة بسيطة، وأنه لا يمتلك نجوما بحجم التيمومي وعزيز بو دربالة للمنافسة على اللّقب، وبدأ التفكّك في معسكر الأسود إلى درجة تصريح المياغري كابتن الفريق بأنه وزملاءه سيلعبون دون خطّة في مباراتهم القادمة أمام جنوب إفريقيا لأنهم لا يملكون خطّة ولا يحزنون. اليوم (سا 18.00) في دوربان الرّأس الأخضر - أنغولا الفائز يتأهّل اللّقاء الثاني عن هذه المجموعة يجمع بين المنتخبين أنغولا والرّأس الأخضر، والأخيرة يصيبها ما يصيب المغرب في الفوز كما في التعادل، (وفي الخسارة ستخرج رسميا)، ويبقى فارق الأهداف التي ستسجّل هو الفيصل، وربما في النّهاية الذهاب إلى القرعة. لا خيار لأنغولا غير الفوز تحتاج أنغولا إلى الفوز وخسارة أو تعادل المغرب في آنٍ معا لتضمن التأهّل بأربع نقاط مقابل اثنتين للرّأس الأخضر واثنتين للمغرب في حال خسارة الفريق العربي أو ثلاث نقاط في حال تعادله. مدرّب أنغولا يخشى تكرار الأخطاء التحكيمية يخشى مدرّب أنغولا الأوروغوياني غوستافو فيرين تكرار الأخطاء التحكيمية التي ساندت جنوب إفريقيا في المباراة السابقة حين قال: (جنوب إفريقيا لعبت بشكلٍ أفضل منّا، لكن لا أعتقد أن هذا المنتخب بحاجة إلى أخطاءٍ تحكيمية تساعده على تحقيق الفوز). مستوى لاعبي أنغولا في تراجع مخيف قدّمت أنغولا مستوىً مقبولاً أمام المغرب، ثمّ تراجعت في اللّقاء الثاني بشكلٍ ملفت، فيما كان الرّأس الأخضر ثابتا في المواجهتين السابقتين، وركّز مدرّبه لوسيو أنطونيس على الأمل الباقي للتأهّل بعد أن بات حلما لأبناء البلد الصغير (نصف مليون نسمة فقط) الذي تأهّل إلى النّهائيات لأوّل مرّة في تاريخه. اعتذر ل "الطاوسي" عمّا صدر منه حارس الأسود: "سنلعب بخطّة قتالية أمام جنوب إفريقيا" قدّم حارس وقائد منتخب المغرب نادر المياغري اعتذاره ل (رشيد الطاوسي) بعد التصريحات التي هاجم من خلالها مدرّب الأسود قائلا إن الفريق يلعب دون خطّة. وقال المياغري في تصريح لموقع اتحاد الكرة المغربي إنه أساء تقدير السؤال والإجابة، وأنه حاول التأكيد أن منتخب المغرب سيلعب بخطّة قتالية، وأن الطاوسي مدرّب كبير ويستحقّ تدريب منتخب المغرب. وأكّد المياغري أنه اعتذر للمدير الفنّي، وأن حظوظ التأهّل ما تزال قائمة أمام منتخب جنوب إفريقيا. يتواجد أمام أبواب "التاريخ" مدرّب الرّأس الأخضر: "الوصول إلى النّهائي ليس مستحيلا" اعتبر لوسيو أنطونيس مدرّب منتخب جزر الرّأس الأخضر أن الوصول إلى المباراة النّهائية من كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا ليس مستحيلا بعدما تعادل الفريق في أوّل مباراتين أمام جنوب إفريقيا والمغرب وحقّق نقطتين حتى الآن في المجموعة الأولى. وتابع المدرّب في تصريحات صحفية أنه يسعى لأن يكون سببا في إسعاد جماهير بلاده، مشيرا إلى أن فريقه يمتلك الفرصة للذهاب بعيدا في تلك البطولة.