المطالبة برحيل محمد روراوة والتقني البوسني وحيد حليلوزيتش لا يعني بالضرورة أن مرض الكرة الجزائرية سببه بقاء الثنائي السالف الذكر وإنما الهاجس يكمن في عدم مواجهة الخصوم بطريقة حضارية وباحترافية، وبالأخص الرئيس المنتهية عهدته محمد روراوة الذي كشف من جنوب إفريقيا أنه على أتمّ الاستعداد لوضع منتقديه أمام الأمر الواقع وكشف العديد من الأمور التي من شأنها أن تضع معارضيه في وضعية حرجة على أساس أن الذين يطالبون برحيله كانوا بالأمس القريب يترجّونه بطريقة غير حضارية للسّماح لهم بالبقاء في الواجهة من بوابة تدريب المنتخبات الوطنية أو منصب عضوي ضمن اللّجان التابعة لهيئة (الفاف)، ممّا يتطلّب وضع الذين يرون أنفسهم أنهم (حاجة كبيرة بالهدرة) فقط أمام الأمر الواقع وليس التهرّب من الحقيقة المرّة، لأن بقاء الأمور على حالها سيزيد لا محالة من تلويث (الجلد المنفوخ) في بلد المليون ونصف المليون شهيد. الأكيد أن الفرصة مواتية للأطراف التي تتغنّى بأنها تقدّم خدمات جليلة للكرة الجزائرية بمواجهة الرئيس روراوة بتاريخ السابع من شهر مارس المقبل، والذي سيتمّ خلاله انتخاب الرئيس الذي سيكون على رأس هيئة (الفاف) طالما أن الصندوق هو الذي سيفصل في هوية الشخص الذي يمتلك قوة كسب أصوات أعضاء الجمعية العامّة وليس بالكلام والانتقاد دون تقديم البديل، لأن الاختلاف في الرّأي سينعكس إيجابا لكن الانتقاد بطريقة غير حضارية ودون تقديم الإضافة اللاّزمة يعني التهرّب من حجم المسؤولية واستعمال جسر التهجّم للبقاء في الواجهة بطريقة لا تتماشى وما نتغنّى من الاحترافية... والحديث قياس.