من الطبيعي الاعتراف بالنتائج المرضية التي حقّقها المنتخب الوطني طيلة العهدة المنتهية للرئيس محمد روراوة، لكن من الضروري أيضا عدم التهرّب من الحقيقة المرّة والاعتراف بفشل هيئة روراوة في بلوغ الأهداف التي كانت مسطّرة، والتي تتمثّل على وجه الخصوص في إخفاق المنتخب الوطني لأقلّ من 17 سنة في افتكاك تأشيرة موعد (الكان) الذي تحتضن فعاليته المغرب مع مطلع السنة المقبلة، ممّا يحسب في سجِّل الطاقم الإداري لهيئة (الفاف)، لأن الافتخار بالنتائج الإيجابية دون الاعتراف بالإخفاقات يعني التهرّب من الحقيقة المرّة بطريقة غير حضارية، الأمر الذي يوجب على الرئيس محمد روراوة مراجعة حساباته بشأن التركيبة البشرية لطاقمه الإداري طالما أنه المرشّح الوحيد لمواصلة ترأس هيئة (الفاف) لعهدة ثالثة على التوالي. الأكيد أن الاستمرارية ستنعكس إيجابا على مستقبل الكرة الجزائرية، لكن من الواجب على الرئيس روراوة الاعتراف بمنحه مسؤولية ترأس بعض اللّجان التابعة ل (الفاف) لأعضاء غير مؤهّلين لتحمّل حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم نظير تهميش أصحاب الكفاءة بطريقة مشكوك فيها، لأن الاحتفاظ بنفس الطاقم الإداري الحالي قد يساهم في تلويت المحيط الكروي في هذا الوطن الذي يبقى في أمسّ الحاجة إلى أصحاب الكفاءة وليس من طراز الذين يجيدون السباحة في المياه العكرة بطريقة لا تتماشى وما نتغنّى به من الاحترافية.