بعد أن كان يضفي أجواء رائعة على العرس الجزائري طقوس السحر والشعوذة تُلغي "عُرف الحناء" أجبرت الكثير من العائلات الجزائرية في الآونة الأخيرة على إلغاء عرف الحناء من أعراسها بسبب ما هو طاغٍ من أفعال تطعن ذلك العرف القديم الذي كان يزيد الأعراس رونقا وبهجة ضاربة في أعماق الموروثات الجزائرية الأصيلة، خاصة وأنه كان عرفا ملزما عادة ما يرتبط بيوم الأربعاء وهي ليلة الحناء التي تقام للعروس قبل زفها يوم الخميس، وكانت إقامة الأعراس في قاعات الحفلات سببا آخرا أدى إلى خلط الأمور رأسا على عقب وباتت الأعراس في كامل الأيام وهو ما أثر أيضا على إلغاء عرف الحناء، إضافة إلى طقوس الشعوذة التي باتت تطال العرائس وتؤدي بهن إلى الربط والجنون والعقم إلى غيرها من الأمور التي يتسبب فيها شياطين الإنس. نسيمة خباجة صارت الكثير من العائلات تتهرب من عادة الحناء في الأعراس رغم قدمها، وهذا خوفا على بناتها من تلك النتائج السلبية وصارت من تريد إتيان العرف في العرس تتسلح بالجنود إن صح التعبير، بحيث تجنّد العائلات بعض الأقارب الموثوق بهم من أجل حراسة صحن الحناء والفرار به من طرف أخوات العروس أو من هم أولى بالثقة خوفا من تربص البعض به وإقامة شعوذتهم وطقوس سحرهم وأفعالهم الخبيثة، وهي السيناريوهات التي باتت تشهدها الأعراس الجزائرية التي صارت تشهد الكثير من الوقائع التي لا يصدقها العقل وأدت إلى فرار الكثير من العرائس من بيوت عرسانهن وجنون بعضهن وحتى ربط البعض وإفشال حملهن وتعريضهن إلى العقم بسبب بعض الأعمال السحرية الخارجة عن المألوف. اقتربنا من بعض المقبلات على الزواج وأردنا الوقوف على آرائهن فيما يخص عرف الحناء فقلن الكثير، منهم عفاف مقبلة على الزواج هذا الصيف، قالت إنها اتفقت مع أهلها وكذا أهل العريس على إلغاء العرف لكي لا تتحمل تبعاته السلبية مثلما تعكسه الكثير من الوقائع التي عايشتها العائلات، وأضافت أنها على معرفة بإحداهن التي وضع لها سحر في الحناء ما أدى بها إلى مغادرة بيت العريس في اليوم الثاني من العرس، وعلى الرغم من إخضاعها إلى الرقية إلا أنها لم تفلح في العودة إلى بيتها وكشف لها الراقي أنها تعرضت إلى سحر وضع لها في الحناء ومن تلك التجربة حفظت الدرس. فتاة أخرى تعرضت إلى نفس المصير بعد أن سرق منها خاتمها في ليلة الحناء ووجدت نفسها وهي تدق أبواب الجنون يومين بعد عرسها، بحيث نفرت من زوجها وعادت إلى بيت أهلها بعد فترة وجيزة من زواجها. من دون أن ننسى أن غرض البعض من الحناء يكون حميدا من باب الفال الحسن كمشاركة المرأة العقيمة للعروس في حنتها بغية الحمل والإنجاب أو مشاركة الأوانس للعروس ربط الحناء بغية التعجيل في زواجهن، وأثرت أفعال الشعوذة على تلك الطقوس والعادات الحميدة بعد أن صارت الكثير من العائلات تعزف عن إقامة الحناء لبناتها خوفا من تأثير أعمال السحر عليهن بحكم التجارب القاسية التي تتكبدها الكثير من العائلات. من دون أن ننسى تأثير طغيان قاعات الحفلات على الأعراس الجزائرية، بحيث صارت تقام الأعراس في كل يوم ما أثر على العرف الذي كان يقترن أكثر بيوم الأربعاء كليلة لربط الحناء للعروس، وهي كلها أمور وظروف ألغت تلك العادة الحميدة التي كانت مبعث فخر واعتزاز تدخل من باب التقاليد والأعراف الجزائرية العريقة.