يطلبون منهم الركوع لهم دون الله بوذيون يحرقون مسلمي بورما أحياء ذكر شهود عيان من بلدة (ميكتيلا) وسط بورما أنهم تعرضوا للضرب والتعذيب على يد بوذيين متطرفين ضمن أعمال عنف على المسلمين ومحلاتهم التجارية. ووصفت (نوربي)، 26 عاما وأم لطفلين، لحظات التعدي على أسرتها وقتل زوجها، حيث قالت باكية: (إن الغوغائيين ضربوا زوجي وأخاه، ثم ألقوهما في النار وهما على قيد الحياة حتى احترقا وماتا). وأضافت نوربي أن البوذيين طلبوا منهم الركوع لهم، إلا أنهم رفضوا، فجاءت الشرطة وأجبرتهم على الانحناء للرهبان، وهذا هو سبب بقائهم على قيد الحياة. وتابعت المرأة الروهينغية (إن المسلمين لا ينحنون إلا إجلالاً لله تعالى في الصلاة، ولكنها كانت مسألة حياة أو موت). وقال شاهد عيان آخر واسمه (محمد): كان علينا أن نخمد النيران في المنازل بانحناء رؤوسنا للرهبان، ولكن الغوغائيين بدأوا مهاجمتنا، ورأيت أصدقائي قُتلوا أمامي. وأحد أصدقائي اسمه أبو بكر جرُّوه بعيداً عنا وبدأوا يضربونه وألقوه في النار وهو حي، ثم طعنه أحدُهم على بطنه بالسيف. وأكد (محمد) أن الغوغائيين كانوا غرباء ولم يسبق لهم رؤيتهم، وكانوا ذوي شعر أحمر طويل. إلى ذلك، اتهم عدد من مسلمي ميانمار، الذين تضرروا من أحداث العنف التي تصاعدت في عدد من المناطق في الآونة الأخيرة، مواطنين بوذيين أتوا من خارج مناطقهم، بإحراق منازلهم، والإضرار بممتلكاتهم. وأفاد (سيت كوين)، أحد السكان المسلمين في إقليم باغو، وسط ميانمار، أنهم عاشوا لفترة في سلام مع البوذيين، وكانت تربطه صداقة مع بعضهم، مشيرا إلى أن البوذيين الذين أحرقوا منازل المسلمين في المنطقة غرباء عنها. وقالت إحدى المسلمات في المنطقة، أنهم كانوا خارج المنطقة خلال تعرضها للهجوم، حيث قرروا الانتقال للعيش في المنطقة الساحلية، لأن الوضع كان ينذر بالخطر. من جانبه أوضح (يان ناغار أونغ)، إمام مسجد بالروهينغا أنه لم يكن في المسجد خلال الهجوم، ولكن تناهى إلى مسامعه أن البوذيين ينوون الاعتداء على المسلمين، مشيرا (أنهم لم يقتلوا أحدا، ولم يحرقوا البيوت، لكن هدموها بالإضافة إلى المساجد، والمحال التجارية). وذكر (ماو غي)، أحد السكان المسلمين أن رهبانا بوذيين متشددين، يشكلون نحو 969 منظمة، وزعوا منشورات، وتسجيلات تحريضية في إقليم باغو، والقرى المجاورة، ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أنهم كانوا يتعايشون مع جوارهم البوذي في المنطقة، ولكنه لا يعرف نوايا البوذيين الذين يأتون من خارجها. وكانت منظمة (هيومان رايتس واتش) نشرت، في وقت سابق، صوراً فضائية تظهر حجم المأساة التي حلت بالمدينة، حيث جرى تخريبُ آلاف الأبنية، كما تضررت مساحات واسعة من الأراضي. وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار معاناة مسلمي الروهينغيا، في إقليم أراكان، غرب ميانمار، منذ اندلاع أحداث العنف الطائفية، في جوان الماضي، حيث تُتهم عرقية الراخين البوذية باستهداف المسلمين وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان بحقهم بتحريض من دوائر الرهبنة البوذية.