ارتفاع خطير في حصيلة القتلى الدراجات النارية.. وسيلة أخرى ل"قتل" المراهقين انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اقتناء الدراجات النارية من قبل المواطنين خاصة المراهقين من الشباب باعتبارها وسيلة من وسائل النقل، فمنهم من يلجأ إليها باعتبارها الحل الأنسب للتخلص من زحمة الطريق خاصة أمام الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه الطرق الجزائرية إلا أننا نجد البعض الآخر يشتريها بهدف المتعة والتباهي لا غير. يستمر إرهاب الطرقات في حصد المزيد من أرواح الأبرياء بسبب روح المغامرة الزائدة التي يمتلكها بعض المواطنين الذين يقتنون هذا النوع من الدرجات التي تؤدي إلى الموت المحتوم مما استوجب توعية حقيقية في نفوس هؤلاء ممن جعلوا من حياتهم وحياة الغير عرضة للمخاطر بسبب قيامهم باستعراضات جنونية بواسطة الدراجات النارية مجازفين بالنفس والنفيس دون أية مبالاة. في هذا الشأن اقتربنا من بعض الشباب الذين كانوا يداعبون دراجاتهم النارية وكلهم تفاؤل وحب لما يمتلكونه من آخر صيحات الموضة القاتلة، ومنهم نجد (مروان) الذي أرجع سبب اقتنائه لمثل هذه الوسائل إلى حبه للمغامرة من خلال قوله: (لا يوجد طريق أفضل للترويح عن النفس أفضل من الدراجة النارية) ليضيف: (لطالما تبلور حلمي في حصولي على دراجة نارية حيث قمت برسم خطة محكمة إلى غاية أن حققته وتذوقت متعة ركوب دراجتي خاصة عند خروجي من الثانوية)، أما (أكرم) فقد كان رأيه كالتالي: (إن امتطاء الدراجة النارية هو تنفيس وشعور بالتفرد والاستقلالية، خاصة عندما أتمكن من تجاوز كل الحواجز التي لا يمكن للسيارة تجاوزها). من جهتها عبرت السيدة (أمينة) عن رأيها من خلال قولها :(لا أحبذ فكرة امتطاء الدراجة النارية لما لها من خطورة سواء على قائدها أو على سائقي السيارات، لأنها تخلو من وسائل السلامة والأمان، وأنا شخصيا لا أرحب بفكرة اقتناء أولادي لدراجة نارية مهما كان نوعها حتى لا يتسبب بالأذى لنفسه أو للآخرين ) أما زوجها السيد جمال فقد كان جوابه كالتالي: (أن حوادث المرور التي تتسبب فيها الدراجات النارية في تزايد مستمر، والتي تؤدي في كل مرة إلى حصد أرواح، بسبب إساءة استعمالها من قبل الشباب والإفراط في السرعة وعدم استعمال الخوذات وعدم الإلمام بالقيادة، كما أنني أعيب على مصالح أمن الطرقات الذين يتهاونون في أغلبية الأوقات في عدم تشديد الرقابة وإنزال عقوبات على أصحاب الدراجات مما جعل هذه الفئة من السائقين لا تحترم قانون المرور وكأنها غير معنية بتطبيقه، لتتحول سياقة الدراجة إلى نوع من الممارسات العشوائية التي لا تحمد عقباها). في السياق ذاته تؤكد الإحصائيات المستقاة من المديرية العامة للأمن الوطني، عن تسجيل 625 حادث مروري على مستوى المناطق الحضرية، تسببت فيه الدراجات النارية خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، نتيجة تهور الشباب والإفراط في السرعة وعدم استعمال الخوذات، إضافة إلى جهل أغلب راكبي الدراجات النارية بقانون المرور، فيما سجلت خلال 2012 ما مجموعه 2045 حادث مروري للدراجات النارية في إقليم اختصاص الأمن الوطني، منها 1296 حادث مرور تسببت فيه الدراجات ذات الفئة التي تقل مدة سيرها عن 5 سنوات، و458 حادث مرور السبب فيها الدراجات ذات الفئة التي تتراوح مدة سيرها مابين 5 و10 سنوات، و 162 آخر سببها الدراجات النارية ذات الفئة التي تتعدى مدة سيرها 10 و15 سنة. من جهته أوضح مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، العميد أول للشرطة جيلالي بودالية، الذي أكد أن إساءة استعمال الدراجات النارية بمختلف أنواعها من قبل الشباب، يجعلها نوعا من الممارسات العشوائية التي لا تحمد عقباها، نتيجة لافتقار هؤلاء الشباب إلى الخبرة الكافية، وعدم التزامهم بإجراءات السلامة كارتداء الخوذات وواقيات الرأس من الصدمات، والقفازات التي تمنحهم تحكما قويا أثناء القيادة، بالإضافة إلى ارتداء ملابس جلدية خاصة لحماية الجسم عند الوقوع من الدراجة، تفاديا للإصابة بإعاقات قد تلازمهم مدى الحياة. الأمر الذي استوجب توعية أكبر وتكاتف جميع الجهود في سبيل تثقيف الجيل القادم وأهمية الحياة، حيث تقع المسؤولية على عاتق الجهات المسؤولة ومنهم الأولياء لوضع حد لإرهاب الطرقات الذي كان ولا يزال يحصد المزيد والمزيد من الأرواح بمختلف الأعمار دون رحمة ولا شفقة.