بسبب المشاغل المهنية العاجلة وأيضا الرغبة في إنقاص الوزن، والتمتع بلياقة بدنية جميلة، يقدم الكثير من الناس، وخاصة الشباب على الامتناع عن تناول وجبة الفطور، معتبرين إياها أكثر وجبة يستوجبها الجسم، وبالتالي فإن الحرمان منها سيدفع الجسم إلى الاستعاضة عنها بحرق كمية كبيرة من الدهون المخزنة فيه. تحول فطور الصباح إلى أمر نادر بين الطلبة وحتى الموظفين، فبعد أن كان أمرا مهما بالنظر إلى دوره في منح طاقة للجسم في الساعات الأولى للنهار، جعله البعض من الكماليات بل ألغي من برنامج يومياتهم، فبدعوى عدم توفر الوقت واتباع نظام حمية معينة، انحصر فطور الصباح في فئة قليلة من المواطنين.. من الأسباب التي يوردها هؤلاء: سأضطر للخروج، أتبع حمية غذائية، لدي اجتماع، لا أشتهي الأكل، لست جائعا، لا أستطيع تناول الوجبة وحدي.. مع أن الفطور هو أكثر الوجبات الغذائية تأثيرا على الأداء المهني والدراسي حسب الأطباء. وتقول إحدى الطالبات اللاتي جربن تجاهل فطور الصباح لأسباب متعلقة بالحمية (من أجل أن أحصل على جسم رشيق مثل جميع صديقاتي في القسم، لم اعد أتناول وجبة الإفطار، وصرت أصاب بالإرهاق والعصبية والقلق الحركي خلال الصباح، ثم بدأت أصاب بالإغماء، على الرغم من أني آكل جيدا خلال الوجبات النهارية. وعندما عدت إلى تناولها، حققت نتائج إيجابية تمثلت في الرغبة في العمل أو الذهاب للمدرسة وزيادة الإنتاجية، إضافة إلى زيادة القدرة على التعامل مع المهمات التي تحتاج إلى الذاكرة). وترى صديقتها المصابة بارتفاع الكوليستيرول أن تناول وجبات إفطار غير تقليدية (أي متنوعة المكونات) بانتظام زادت من مقدرتها على التحكم في الوزن وانخفاض خطر الإصابة بأمراض الكوليستيرول، وأنها أصبحت أقل ميلا إلى الشعور بالجوع خلال منتصف الصباح، وأقل ميلا لتناول الدهون خلال النهار أيضا، بينما كانت قبل اتباعها هذه العادة الغذائية الجيدة أكثر ميلا إلى تناول الدهون وبالتالي ارتفاع الكوليستيرول وما يصاحبه من متاعب صحية تصل إلى حد فقدان الوعي خلال ساعات الدراسة. ويقول فؤاد ، سنة خامسة طب، إن الطلاب الذين يتناولون بانتظام وجبة الإفطار يؤدون عادة بشكل أفضل، وغالبا ما يحققون درجات عالية في الاختبارات، وإذا كان الكبار يستطيعون التكيف للتغلب على أعراض عدم تناول وجبة الإفطار، فإن الأطفال لا يمكنهم ذلك، حيث سيشعرون بآثار حقيقية لجوع عابر أو قصير المدى فيتعرضون إلى أوجاع المعدة ونوبات الشعور بالجوع والإرهاق والرغبة في التغيب من المدرسة بنسبة تزيد عن أقرانهم الذين يتناولون وجبات الإفطار لأن تناول فطور الصباح يعد بمثابة تعبئة الجسم بالوقود لتزويده بالطاقة، حيث يستطيع الجسم بعدها أن يظل ساعات عديدة بدون أن يتناول وجبات غذائية سواء كانت رئيسية أو خفيفة، والمخ بعد هذه المدة بحاجة إلى سكر الدم (الغلوكوز)، الذي يعد مصدر الطاقة الرئيسي، فإذا لم تكن هناك احتياطات مخزنة من هذا السكر أثناء العمل الذهني المستمر عند الدراسة أو العمل، فإن ذلك يعد مشكلة صحية حقيقية. ويرى فؤاد ضرورة الابتعاد عن وجبة الإفطار الصباحية الجزائرية، المتمثلة في قهوة فقط، أو حليب وقهوة، وحلويات أحيانا. مؤكدا على أن الوجبة الصباحية لا بد أن تحتوي على أنواع مختلفة من الأكل الصحي، كالفاكهة والأرز وغيرها. مشيرا إلى أن المجتمع الجزائري الذي ألف وجبة خفيفة جدا يصعب عليه تقبل مثل هذا الاقتراح. ويضيف أن بعض الناس يخطئ عندما تكون غالبية أصناف وجبة الإفطار من أطعمة سكرية مثل الحلوى أو المرطبات، حيث يتسبب ذلك في ارتفاع مستوى السكر بالدم بشكل سريع وعال، ولكن وبعد حوالي الساعة، سرعان ما يبدأ سكر الدم في الانخفاض، مما يتسبب في سرعة العودة إلى الشعور بأعراض الجوع، بينما عندما يحتوي الإفطار على أصناف متنوعة من الأغذية حيث تشمل الكربوهيدرات والبروتين والدهون، فإن ذلك يزيد من استمرار الطاقة والنشاط ويقلل من أعراض الشعور بالجوع لعدة ساعات ويحافظ على استقرار مستويات سكر الدم. إلا أن الدراسات الطبية الحديثة من جهتها أجمعت كلها على أهمية فطور الصباح لجسم الإنسان، خاصة الطلبة والموظفين والذين يبذلون جهدا بدنيا وذهنيا خلال النهار، وعليه فان فطور الصباح من شانه ضمان القوة و الطاقة لفترة معتبرة للجسم، وعليه فلا يجب تجاهله في النظام الغذائي اليومي، بل إنه لا يؤثر على نظام الحمية للبعض، فبعد تناوله سيقوم حتما الشخص بمجهود بدني يمكنه من حرق الدهون والسعرات الحرارية التي اكتسبها، ففطور الصبح يعد من أهم نقاط النظام الغذائي للإنسان خاصة الطلبة..