انتشار كبير لفيديوهات "الدقة" على مواقع التواصل الاجتماعي يحل عيد الأضحى على الجزائريين حاملا معه كالعادة تقاليدهم الفريدة في الفرح واستغلال أساليب لزرع البسمة في هذا الأيام المباركة، إلا أنه في أغلب الأحيان تنتج عن سلوكياتهم بعض الجوانب السلبية، خاصة على المحيط والبيئة، فقد تحولت العديد من المساحات الخضراء بالجزائر إلى مراع للكباش، فغلاء العلف دفع العائلات إلى اختيار المساحات الخضراء للرعي والتخلص من مصاريف العلف.. تفصلنا بضعة أيام عن حلول عيد النحر المبارك، ورغم ارتفاع أسعار الأضاحي، إلا أن العديد من العائلات الجزائرية لا تستغني عن شراء الكبش ولو عن طريق الاستدانة.. وفيما لجأت العديد من العائلات إلى شراء الأضحية قبل أيام عديدة من الأضحية، وكان لزاما عليها اقتناء العلف بشكل مستمر، مما أثقل ميزانيتها بشكل كبير، وعليه فقد لجأت بعض العائلات إلى إخراج الكباش إلى بعض المساحات الخضراء ليس من أجل التنزه وإنما من أجل الرعي، وبهذا تحولت هذه المساحات إلى اصطبلات غاب عنها اللون الأخضر، واكتست فقط بفضلات الكباش.. ولقد تحولت مهمة الرعي إلى مهنة لدى العديد من المراهقين، يستغلونها من أجل كسب المال، من طرف بعض العائلات وأخذ كباشهم للرعي طيلة النهار.. كما تحولت في المقابل الملاعب الجوارية في بعض الأحياء الشعبية، إلى أماكن لحراسة الكباش، فقد توقفت أغلب مباريات كرة القدم في الأحياء، وحلت محلها مباريات مصارعة الكباش، والقمار عليها، حيث تشهد هذه المبارايات إقبالا كثيفا من طرف المراهقين والشباب وحتى الأطفال، فحسبهم هذه الفرصة لا تعوض لمتابعة رياضتهم المفضلة بين الكباش، والتي في أغلب الأحيان يتعرض فيها الكبش إلى ضرر كبير يصل حتى الجرح والهلاك.. وهذه المباريات الاستثنائية لا تقف فقط في الملعب بل امتدت حتى إلى صفحات الفايسبوك واليوتوب، فكل المباريات التي تحمل الكثير من العنف والإثارة تصور مباشرة وتنقل إلى الفايسبوك واليوتوب من أجل التفاخر في عرض أحجام وقوة الكباش في كل منطقة.. وعرفت هذه الصور والفيديوهات انتشارا كبيرا بين المراهقين الذين راحوا يتناقلونها عبر هواتفهم، ويتسابقون في نقل أعنف المباريات التي تجمع بين أقوى الكباش المحترفة للمصارعة.. ولقد أجمع علماء الدين على الإفتاء بتحريم هذا النوع من المصارعة وشددوا على حرمة المال المكسوب من القمار عليها، فالمصارعة بين الكباش تقوم بتشويه القيم الجميلة لعيد الأضحى خاصة بين الأطفال، كما تحول الكباش من أضحية للفرح إلى المصارعة العنيفة الخارجة عن طبيعتهم، والأخطر أنها تضر الأضحية التي من شروطها السلامة الكاملة الخالية من كل عيب..