أربعون لوحة لفنانين تشكيليين من عدة دول إسلامية عرضت في معرض الفن التشكيلي المقاوم بمدينة غزة دون حضور رساميها الذين منعهم إغلاق معبر رفح البري من الوصول إلى القطاع المحاصر. لكن الحصار الذي شدد على القطاع وإغلاق المعبر لم يحل دون وصول اللوحات إلى منظمي المعرض الذين استعاضوا عن غياب الفنانين قسرا بربطهم بجمهور الحاضرين عبر برنامج المحادثة (سكايب). ويأتي المعرض الذي حمل اسم (لأجلك يا قدس) نتاج جهود لتجميع العمل الفني الذي يدعم القضية الفلسطينية في أماكن متفرقة من العالم، ونظمته في غزة جذور للفن التشكيلي، ومنتدى الفن الفلسطيني. وتصور جميع اللوحات المعروضة معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب صمود القدس والمسجد الأقصى وغزة في وجه إسرائيل، إضافة إلى لوحات تؤكد تمسك الفلسطينيين والعرب بأرض فلسطين كحق لأهلها. ويقول رئيس منتدى الفن الفلسطيني سعد إكريم إن الحصار وإغلاق معبر رفح حرم أصحاب اللوحات من الحضور لكن أفكارهم حضرت، مؤكدا أن المعرض جمع أعمال فنانين داعمين لفكر المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني. وأوضح إكريم أن المعرض يعبر عن إحساس عربي وإسلامي بما يجري في فلسطين من انتهاكات وعدوان واحتلال وتهويد ويحمل رسائل لإثارة الرأي العام الدولي من أجل التنبه لما يجري في الأراضي الفلسطينية. ووصف الفن بصفة عامة بأنه (سلاح ناعم وفاعل في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي لا تستطيع كل آلته الحربية ملاحقته)، منبها إلى أن (الفن أحد أدوات الاحتلال التي يستخدمها في تغيير الصورة الإجرامية له وإظهاره بصورة أخرى). أما الفنانة التشكيلية هناء حمش فأشارت إلى أن اللوحات ومحتوياتها تؤكد قدرة كل فنان عربي ومسلم على المشاركة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وإظهار معاناته والحرب الإسرائيلية الشرسة التي يتعرض لها في كل أماكن تواجده. وقالت هناء إن محتوى اللوحات يشير إلى أن الفنانين التشكيليين يعرفون أدق التفاصيل عن ما يجري في غزةوالقدس، معتبرة الفن (سلاحاً مهما للدفاع عن قضية فلسطين وأحلام وطموحات الشعب الفلسطيني). ودعت الفنانة التشكيلية الغزية إلى مزيد من الاهتمام بالفن في القطاع والعمل من أجل تطويره وتوسيع نطاق عمله، ورغم ذلك تحدثت عن تطور الفن الفلسطيني بكافة أشكاله في السنوات الأخيرة. بدوره أكد الفنان التشكيلي والمخرج المسرحي الدكتور عمر حرب أن اللوحات المعروضة تكشف عمق الجرح الفلسطيني النازف والمستمر بفعل استمرار الاحتلال والحصار والمعاناة. وقال حرب إن الفنانين المشاركين في المعرض والذين لم يتمكنوا من الحضور بأجسادهم حضروا بفنهم الراقي والحقيقي الذي يعبر عن المعاناة والألم وفي الوقت ذاته الأمل الذي يتمسك به كل الفلسطينيين. ونبه إلى أن الفن هو صاحب الباع الأطول في إظهار مظلومية الشعب الفلسطيني ومعاناته، داعيا إلى دور أكبر للفنانين من الدول الإسلامية في حمل القضية الفلسطينية وهموم الشعب في المعارض الدولية عامة وفي بلدانهم لتأكيد انتمائهم لفلسطين.