تحوّلت البراءة إلى لعبة مجانية بأيدي أشخاص مشوهين نفسيا وجنسيا، فهؤلاء المنحرفون المعروفون بشذوذهم الجنسي أبوا إلا أن يغرسوا مرضهم في أطفال لم تتعد أعمارهم العاشرة، ففي ظرف أشهر قليلة، كانت الطفولة لمرة أخرى في موعد مع الألم والموت، لأسباب تراوحت بين الهوس الجنسي وغياب الأمن وتهاون العائلة.. ق. م انتشرت عدوى العنف في المجتمع الجزائري بشكل يدعو إلى الوقوف مليا أمام هذا المد السريع والمتواصل لأضراره، الذي لم ينجو منها حتى الأطفال، فمن العنف اللفظي أصبحوا معرضين للعنف الجسدي والتحرش والاعتداء، وفي الأخير الوقوع ضحية الموت شنقا وطعنا بالسلاح الأبيض، ورميهم في أكياس بلاستيكية خاصة بالنفايات.. ورغم تضاعف العنف ضد هذه الفئة الهشة والبريئة في المجتمع، إلا أن قضية التبليغ عنها لا تزال عالقة في فخ الخوف من الفضيحة، وغالبا ما تلتزم بعض العائلات الصمت على العنف خاصة التي تعيش في محيط محافظ.. وأجمع مختصون في علم النفس والاجتماع بالجزائرالعاصمة، أن التبليغ عن المعاملات السيئة ضد الأطفال يجب أن يكون (إجباريا) و (تلقائيا) من أجل مكافحة فعالة. وأكدت المساعدة البيداغوجية على مستوى قرية الطفولة المسعفة سعيدة حركوك خلال لقاء حول (المعاملة الجيدة للأطفال) نظمه منتدى المجاهد أنه (من الضروري الإصغاء إلى معاناة الأطفال وتبليغ السلطات عن كل مساس بهم من أجل مكافحة أعمال العنف التي يتعرض لها الأطفال). وأضافت المتحدثة أن الجميع معنيون بالمعاملة السيئة للأطفال وعليه أن يبلغ السلطات في حالة معاينة المساس بهذه الشريحة من المجتمع. وأضافت السيدة حركوك أن المعاملة السيئة يمكن أن تأخذ مختلف الأشكال وأن تكون داخل أو خارج العائلة، مؤكدة أن المضايقات المعنوية والبسيكولوجية تستلزم العقاب على غرار العنف الجسدي والتحرش الجنسي). ودعت ممثلة قرية الطفولة المسعفة من جهة أخرى إلى التعاون بين القطاعات العمومية والصحية والاجتماعية والأمنية من أجل الكشف عن مختلف أشكال العنف ووضع حد لها. وبخصوص أعمال العنف المسجلة داخل الخلية العائلية اعتبرت السيد حركوك أن هذه الحالات يمكن تسويتها بمجرد تأطير العائلات ومتابعتها من طرف معالجين عائليين. واعتبرت أن (الأطفال لا يمكن سحبهم من عائلاتهم إلا في الحالات القصوى بعد إجراء العديد من عمليات التفتيش في الميدان وعند نفاد كل الحلول). وحسب مسؤولة برنامج تعزيز العائلة بقرية الطفولة المسعفة مليكة آيت سي عمر فإن أغلب الأطفال الذين سحبوا من عائلاتهم عادوا إليها بعد أشهر قليلة فور تحسن الظروف المعيشية. وبالنسبة للأطفال الذين تم التخلي عنهم ووجدوا في الطريق ذكرت المتحدثة أنه تم استقبالهم في القرية وتكفلت بهم مجموعة مربين متعددة الاختصاصات. وأعلنت في نفس السياق أن قرية الطفولة المسعفة تعتزم وضع بعض الأطفال قريبا في عائلات استقبال حتى يستفيدوا من تكفل فردي. وذكرت السيدة آيت سي عمر أن خلايا إصغاء خاصة بالأطفال وضعت عبر التراب الوطني، داعية إلى الأخذ بعين الاعتبار كل الدعوات التي تم التبليغ عنها.