حين كان في طريقه لرفع أذان الفجر، تلقى إمام مسجد الهدى في باقة الغربية الشيخ خيري إسكندر إهانات من عصابة (دفع الثمن) اليهودية التي تتعمد تدنيس المقدسات الإسلامية في أراضي 48. وكتب أفراد العصابة عبارات مسيئة للرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) على جدران المسجد، وألصقوا عليه شعارات عنصرية مناهضة لفلسطينيي 48، وأضروا ببعض الممتلكات في الحي وحطموا زجاج خمس سيارات. وردا على هذا التصرف، انطلقت مسيرة غضب من أمام المسجد تقدمتها قيادات إسلامية وشعبية، ورددت الجماهير شعارات منددة بجرائم الإرهاب اليهودي وجماعات المستوطنين، وطافت أحياء المدينة التي شهدت إضرابا شاملا قبل يومين. ودعت لجنة المتابعة العربية العليا لتنظيم مظاهرة هذا الجمعة للرفع من وتيرة الاحتجاجات. وأُعلن عن تنظيم فعاليات لتوعية طلاب المدارس بسيرة الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) والتحذير من تداعيات جرائم عصابة (دفع الثمن) والمخاطر المحدقة بفلسطينيي 48. ويقول الشيخ إسكندر إن الاعتداءات الإسرائيلية طالت الأقصى وعشرات المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وفي حديثه، استنكر إسكندر تراخي السلطات الإسرائيلية في ملاحقة المستوطنين، وعدم الجدية في وقف انتهاكاتهم، مما يجعلها شريكا في هذه الهجمات، على حد قوله. ورأى أن مهاجمة المساجد تهدف لجر الداخل الفلسطيني للصدام مع اليهود، بما يخدم السياسة الإسرائيلية التي (ترتكز على عدم الاستقرار). من جانبه، قال الشاب عمران أبو سنة إن العصابة عاثت في الحي فسادا وأضرت بالممتلكات، ما يعكس حقدا على العرب وتصميما على تهديد أمن فلسطينيي 48. أبو سنة -الذي تضررت سيارته من هجمات العصابة- لم يستبعد إمكانية اقتحام متشددين يهود لمنزل أو مسجد أو كنيسة وتنفيذ اعتداء دموي على غرار مجزرة (شفا عمرو). وسرد أبو سنة لحظات التوتر والغليان التي أعقبت تدنيس المسجد، ومشاعر سكان الحي عقب الاعتداء على الممتلكات. ويقول أيضا إن جرائم الإرهاب اليهودي وصلت إلى قلب الحارات والأحياء المأهولة، بينما تبرّر الشرطة تقاعسها في التصدي للعصابة بأن دوافعها جنائية وليست قومية. أما رئيس بلدية باقة الغربية المحامي مرسي أبو مخ، فتحدث عن إطلاق سلسلة من الخطوات الاحتجاجية والسعي لتدويل الجرائم، وإعداد وثيقة حولها وتعميمها على السفارات الأجنبية، وتشكيل طاقم حقوقي لمتابعة الموضوع بالمؤسسات الإسرائيلية. وعزا أبو مخ اتساع مشهد الاعتداءات العنصرية على جانبي الخط الأخضر وتصاعد وتيرتها بأراضي ال48 إلى تقاعس الشرطة الإسرائيلية في الكشف عن الجناة وعدم تقديمهم للمحاكمة. ولم يستبعد رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح تمادي العصابات اليهودية في جرائمها وتجاوزها استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى استباحة الدم الفلسطيني، قائلا (الخطر القادم هو الاعتداء على أرواحنا وبيوتنا).