مرض فيروسي يصنف مع الأمراض المدارية المهملة، ينتقل من شخص لآخر بواسطة البعوضة المسماة البعوضة المصرية. جاء اسم المرض من تجمع أصباغ الصفراء في الجلد، التي تجعله يميل إلى الاصفرار. فعندما تلدغ البعوض شخصا أو حيوانا مصابا، يدخل الميكروب إلى الجسم حيث ينمو بسرعة، وتستطيع لدغة البعوضة بعد مرور فترة تتراوح بين تسعة واثني عشر يوما إحداث الحمى الصفراء، كما تستطيع البعوضة التي أصبحت حاملة للعدوى بالميكروب نقل المرض فيما تبقى من حياتها. تبدأ المرحلة الأولى للحمى الصفراء عقب إصابة الشخص بلدغة البعوضة، بفترة تتراوح بين 3 و6 أيام، ويشعر المريض بالحُمى والدوار والإمساك وألم مستمر بالعضلات، ثم يتغير لون الجلد إلى الاصفرار، وتنزف لثة المريض، وكذا جدار المعدة، ويشفى الكثير من المرضى في هذه المرحلة، ويصاب البعض بالهذيان والغيبوبة، فتدمر الكثير من أنسجة الجسم، خاصة الكبد والكليتين، ثم تنخفض كمية البول، فلا يؤدي الكبد وظائفه، ويتبع الغيبوبة الموت في معظم الأحوال. يتعرض مرضى الحُمى الصفراء للموت بنسبة 2 إلى 5 من جميع الحالات. ويحقق المرضى الذين يبرؤون من هذا المرض مناعة طويلة ضد هذه الحمى. وفي كل الأحوال فقد أمكن السيطرة على الحُمى الصفراء في معظم مناطق العالم، ومن الممكن الوقاية منه بلقاح قام بتطويره في عام 1937م ماكس ثيلر، الطبيب الباحث من جنوب إفريقيا.