دعا عدد من خطباء الجمعة الأخيرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط إلى الوقوف في وجه ما أسموه الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية في المقالات المنشورة على بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، فيما اعتقل شاب كتب مقالا تضمن ما اعتبر إساءة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ونظمت مسيرة للتنديد بالمقال. وطالب إمام الجامع الكبير في نواكشوط أحمد ولد لمرابط السلطات العمومية والعلماء و(مختلف مكونات المجتمع الموريتاني بالعمل على الذب عن مقدسات الإسلام وعن رسوله). وقال إن الدولة يجب أن تلتزم بنشيدها الوطني الذي يدعو إلى التمسك بالقرآن والسنة النبوية، ونبذ دعوات الإلحاد والزيغ والتطرف. وشدد ولد لمرابط على أن التطاول على رسول الله يعد من المنكرات التي لا يمكن السكوت عليها. من جانبه، استنكر مدير التوجيه الإسلامي بوزارة الشؤون الإسلامية محمد عبد الله ولد المصطف نشر بعض المواقع الإلكترونية الموريتانية لمقال يستهزئ برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقال إن ذلك تجاوز للخطوط الحمر ولا يمكن السكوت عنه. ودعا ولد المصطف -في خطبته بجامع الحكمة والموعظة الحسنة بنواكشوط- إلى الامتناع عن نشر مثل هذه المواضيع مذكرا بأن القانون الموريتاني يجرم هذه الأفعال ويعاقب مرتكبيها. ورغم أنه شدد النكير على هذا الفعل وطالب بالوقوف في وجه مرتكبه، فإنه أكد أن المواجهة يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تتم وفقا لما يحفظ السكينة والسلم الاجتماعيين. وقال ولد المصطف إن (من أخطر ما صدر في هذا المجال هو الاستهزاء بالله وبكتابه وبرسوله والتطاول عليه، وهي أمور سببها الأساسي ضيق الأفق والجهل، ويجب على المسلمين أن يواجهوها بالإرشاد والتوجيه والتعليم والابتعاد عن الغلو والتطرف والانحراف). وأضاف أن (الهدف من هذه الخطبة الموحدة هي تنبيه المسلمين إلى خطورة هذه الأفعال وحثهم على مواجهتها بما يناسب من وعظ وتعليم وإرشاد، واستنكار ما يقدم عليه بعض الأشخاص في هذا المجال). وكان أحد الشباب الموريتانيين قد نشر قبل أيام مقالا تضمن فقرات اعتبرت استهزاء بالنبي محمد، واتهاما له عليه الصلاة والسلام بعدم العدالة. وقد اعتقل الشاب بمدينة انواذيبو بالشمال الموريتاني على خلفية هذا المقال، وتستعد مجموعة من المدونين للتقدم بشكوى إلى النيابة العامة تطالب بتقديمه للعدالة بتهمة الإساءة للمقدسات الإسلامية التي تصل عقوبتها إلى الحبس سنتين، إذا لم تعد استهزاء بالله وكتبه ورسله حيث تصبح العقوبة هي الإعدام. وعلى صعيد متصل، نظمت مجموعة من الشباب والمدونين الموريتانيين مسيرة بعد صلاة الجمعة نددت فيها بنشر الموقع لهذا المقال، وتوقفت المسيرة أمام مباني السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية المسؤولة عن مدى التزام وسائل الإعلام بالنصوص القانونية. وطالب منظمو المسيرة السلطات الموريتانية ب(اتخاذ الإجراءات القانونية) ضد أصحاب المواقع التي تنشر مثل هذه المقالات، لكنهم أكدوا احترامهم (لحرية الرأي والتعبير). وقد اعتذر الموقع الذي نشر المقال وقام بسحبه، وقال إنه لم يطلع على مضمونه قبل نشره وعده رأيا شخصيا لا يتضمن أي استهزاء بالمقدسات الإسلامية. وقال رئيس اتحاد المواقع الإلكترونية في موريتانيا الصحفي محمد علي ولد عبادي إن الاتحاد يندد بنشر كل ما يمس بالمقدسات الإسلامية، ويعتبر أن المس بها لا يدخل في إطار حرية الإبداع أو الفكر. وأضاف ولد عبادي أن القانون الموريتاني يجرم ذلك، كما أن ميثاق الشرف الذي يحكم عمل المواقع الإلكترونية يمنع ذلك أيضا، وطالب الجميع باحترام القانون والالتزام بأخلاقيات المهنة. وعبر عن ارتياحه لسحب الموقع للمقال المسيء واعتذاره للقراء وللمسلمين.