بلعيز: "لا أدلّة على تورّط أجنبي في الأحداث" يجب التحرّك في ال 24 ساعة القادمة لإنقاذ غرداية من مرحلة لا يحمد عقباها، وواجب على السلطات العليا في البلاد وفي مقدّمتها وزارة الدفاع الوطني التدخّل ووضع حدّ لكارثة طائفية لا يعلم عواقبها إلاّ اللّه سبحانه ووضع حدّ للاحتقان الحاصل حاليا منذ شهر تقريبا بتحريك أيادي خفية تريد أن تعصف بالجزائر والوحدة الترابية للجزائر وتدخلها في دوّامة تكون بدايتها ولاية غرداية بوابة الصحراء وضع حدّ لهذه الصراعات والضرب بيد من حديد مهما تكون فئة الأشخاص لأن الوضع لا يُحتمل. هذا ما جاء في نص نداء عاجل وجّهه بعض ممثّلي سكان ولاية غرداية للسلطات ووسائل الإعلام، ويضاف إلى سلسلة طويلة من النداءات التي أطلقها عقلاء في كلّ الاتجاهات بهدف العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في الوقت الذي وجّه فيه متتبّعون أصابع الاتّهام إلى كلّ من تجّار السياسة وبارونات المخدّرات الذين دخلوا في تحالف خطير لم يعد خافيا على العارفين بالشأن الغرداوي، حيث يستغلّ تجّار السياسة من (الخلاّطين) ومن سار في فلكهم بعض تجّار وأباطرة المخدّرات لتنفيذ مخطط إجرامي خطير، وسط تساؤلات ملحّة حول من يريد ويحاول حرق غرداية. في سياق ذي صلة، أكّد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلّية الطيّب بلعيز أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أنه لا توجد أدلّة (قاطعة) تبرهن على وجود أيادي أجنبية متورّطة في أحداث غرداية، مبرزا أن مبادرة الحكومة ومساعيها في المنطقة (لم تفشل). وأفاد السيد بلعيز في تصريح للصحافة على هامش أشغال الجلسة العلنية بمجلس الأمّة المخصّصة للأسئلة الشفوية في ردّه على سؤال حول إذ ما كانت هناك أيادي أجنبية وراء (تحريك) الوضع بغرداية أنه (ليس هناك أدلّة قاطعة تبرهن على وجود أيادي أجنبية تعمل عملها هناك وإنما فيه أيادي غير أجنبية داخل البلاد ربما تدفع بالوضع إلى التعفّن). وقال نفس المسؤول إن الوضع في غرداية (متحكّم فيه) من الناحية الأمنية، مبرزا في ذات الوقت مساعي الحكومة لاستتباب الوضع في هذه الولاية، معبّرا عن ترحيب هذه الأخيرة ب (كلّ من يسعى إلى الخير) في هذه المنطقة من الوطن. وذكّر الوزير في هذا الإطار بلقاءات (الصلح) التي بادرت إليها الحكومة واللّقاءات التي جمعت ممثّلي سكان غرداية، والتي توّجت بعقد ميثاق فيما بينهم. (إذن هذا ليس دليلا -يقول السيد بلعيز- على فشل مبادرة ومساعي الحكومة)، مضيفا: (أننا نسعى معا لأن تعود الأمور إلى طبيعتها) في نفس السياق، دعا وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلّية (كلّ الخيّرين لدعوة الشباب إلى قيم الخير وتغليب الرزانة والحكمة والاتّزان لتجنّب وقوع مثل هذه الأعمال) التي -كما قال- لم تقلق سكان غرداية لوحدهم، بل أقلقت الجميع بالنّظر إلى ما تعرف به هذه الولاية من (تعايش واحترام متبادل بين جميع سكانها). وأعلن وزير الداخلية عن وفاة شخص وتسجيل 10 جرحى خلال أعمال الشغب التي عرفتها ولاية غرداية أوّل أمس الأحد، من بينهم 3 من رجال الشرطة. وقال السيّد بلعيز في تصريح للصحافة على هامش أشغال جلسة علنية بمجلس الأمّة المخصّصة للأسئلة الشفوية: (مساء البارحة الأحد كان هناك نوع من أعمال شغب ونوع من العنف أفضت إلى وفاة شابّ يبلغ من العمر 39 سنة). وبعد أن ترحّم الوزير على روح الضحّية وقدّم تعازيه لعائلته صرّح بأنه (تمّ تسجيل 10 أشخاص أصيبوا بجروح، منهم 3 من رجال الشرطة)، مؤكّدا أن (أعمال الشغب لم تدم كثيرا بفضل تدخّل مصالح الأمن). وفي نفس السياق، صرّح الوزير: (أعتقد الآن بأنه سيستأنف نشاط المتاجر والمدارس بعد تعزيز الأمن سواء من مصالح الدرك الوطني أو الشرطة).