"كانيطات" عصائر ومشروبات غازية تحوي "أم الخبائث" على الرغم من أنها جنحة معاقب عليها قانونا إلا أن ظاهرة السكر العلني صارت متفشية بشكل ملفت للانتباه في مجتمعنا، وراح المنحرفون إلى انتهاج سبل وحيل لإخفاء أفعالهم عن طريق ملء القنينات أو كما يعرف بالكانيطات بالخمور والتنقل بها عبر الشوارع دون أدنى خجل، بل والدخول بها إلى مواضع العمل أو الدراسة وغيرها،لاسيما وأن قنينات الخمور لا تخفى على الجميع. نسيمة خباجة يذهب البعض إلى تمويه الآخرين بحمل كانيطات لمشروبات متنوعة من أجل إخفاء أفعالهم كونهم يعلمون أنهم سيتعرضون إلى النبذ من الجماعة في حال كشف أفعالهم، وبذلك تفشت ظاهرة السكر العلني على الرغم من أنها جريمة معاقب عليها قانونا، كما أن ديننا الحنيف يحرم شرب الخمر ويجعله من الكبائر بسبب سلبياته المتعددة في ذهاب العقل والجر إلى فعل المنكرات. "كانيطات" عصائر تحوي خمورا ! بحيث كثرت قضايا السكر العلني المناقشة عبر المحاكم والتي تحدث عبر الأحياء والساحات العامة، وطالت الظاهرة حتى المدارس وغيرها من الأماكن التي لا يليق إلحاقها بتلك الممارسات وكان الاهتداء إلى قنينات أو (كانيطات) بعض العصائر والمشروبات الغازية كحيلة مبتدعة مؤخرا يتخفى من ورائها بعض الشبان والمراهقين لأجل شرب الخمور جهارا نهارا دون أن يتفطن إليهم أحد مما يجسد الخطورة التي آلت إليها بعض الآفات في مجتمعنا. وهناك من المراهقين من تجردوا من أخلاقهم وراحوا إلى حمل قارورات الخمر الأصلية عبر الشوارع العامة وحتى الحافلات وشرب جرعات أمام الملأ بل حتى التلفظ بكلام بذيء في لحظة غاب عنها وعيهم، والغريب في الأمر أن ذلك يحدث في ساعات النهار وليس الليل الذي يبقى مع خلوه وظلماته ستارا لأفعال المنحرفين والسكارى الذين يغتنمون الفرص لنشر أفعالهم الطائشة. وهو ما سردته علينا إحدى السيدات التي قالت إنها تفاجأت كثيرا لمّا انطلقت رائحة كريهة من زميلها في العمل بمجرد دخوله تشبه رائحة الكحول وكان يخلط في الكلام، والغريب في الأمر أنه كان يحمل قنينة مشروب كوكا كولا إلا أنه في حقيقة الأمر كان يملأ تلك القنينة خمرا، وبعد مواجهته أنكر فما كان عليها إلا تقديم شكوى إلى مسؤولها المباشر، واستاءت كثيرا من الآفات التي باتت تتربص بنا في كل مكان وطالت حتى مكان العمل. الآفة تزحف إلى المدارس وطالت الظاهرة المشينة مختلف الأماكن وبتنا نشاهدها بمداخل المدارس والثانويات وحتى بمقرات العمل وبأماكن محترمة مارس فيها البعض تلك الأفعال دون خجل رغم مناهضة تلك السلوكات لأعراف مجتمعنا وقيمنا الدينية، إلى جانب تجريمها قانونا مما دفع البعض إلى التخفي بقنينات العصائر بعد ملئها بأم الخبائث والقيام بشربها علنا. أما مواطن آخر فقال إنه صادف الأمر مرة أمام مدخل الثانوية أين كان المراهقون يتبادلون الجرعات عبر قنينات تظهر للوهلة الأولى أنها عصائر أو مشروبات غازية، لكنهم ظهروا يتمايلون بمظاهر غير عادية وكان حقيقة المحتوى خمرا الذي كانت تفوح رائحته منهم. مما يؤكد انتشار الظاهرة حتى بالصروح العلمية ومن المراهقين من تجرأوا حتى على إدخالها إلى المتوسطات والثانويات كمظاهر مشينة غزت بعض أماكن نهل العلم، وللأسف أدخلت تلك المصائب حتى إلى الفصول المدرسية والأقسام مما زرع الرعب في قلوب التلاميذ الذين كانت غايتهم الأولى من وطء المدارس التعليم ونهل مختلف العلوم ليصادفوا تلك المظاهر السلبية التي قد تؤدي إلى هلاكهم، وربما انحرافهم وهي الآفات التي صارت تشكو منها الصروح التربوية للأسف التي تفشت فيها مظاهر تعاطي المخدرات وشرب الخمور بشكل واسع. وهو ما أكدته لنا أستاذة بالطور المتوسط التي قالت إنها صادفت في الكثير من المرات تغيرا في طباع بعض التلاميذ وفي ملامح وجوههم وقيامهم بتصرفات غريبة واكتشفت في كم من مرة حالة السكر التي يكون عليها البعض، بل أن من بعض التلاميذ من يتجرأون على إدخال تلك السموم إلى المدارس وشربها بمراحيض المؤسسات التربوية التي تخفي الكثير من الآفات المتربصة بالتلاميذ، حتى أن مداخل المدارس صارت فضاءات لترويج المخدرات والمهلوسات واستغلال المراهقين لنشرها بينهم مما يوجب دق ناقوس الخطر والبحث عن علاج لتلك الآفات. لابد من تضييق الخناق على الحانات وكان بروز الظاهرة كنتيجة حتمية لنشاط الحانات في ساعات النهار وفتح أبوابها لاستقبال زبائنها المعهودين، مما أدى إلى كثرة تلك الآفات السلبية التي باتت تملأ الساحات العامة والشوارع وحتى الصروح العلمية ونقف عليها في ساعات النهار، ولم تعد مقتصرة على الفترات الليلية لاسيما وأن حالات السكر العلني عادة ما تتبع بجرائم شنيعة قد تؤدي إلى وقوع ضحايا، وناهض الكثير من الناس اصطدامهم بتلك الأفعال السلبية في بعض الأماكن التي لا تتوافق مع مثل تلك المظاهر ومن شأنها أن تؤدي إلى كوارث أخلاقية التي لا حاجة لمجتمعنا بها بعد أن تخم من كثرتها، لتختم تلك السيناريوهات بظاهرة السكر العلني بالمحطات والأماكن العمومية والساحات العامة والشوارع وحتى الصروح العلمية مما يوجب دراسة المشكل والوقوف على المسببات، كون أن الأمر يمس أمان الغير عبر الشوارع بعد تعاملهم مع أناس فاقدي الوعي، أو حتى صدور بعض التصرفات منهم من غير قصد بعد أن أذهب الخمر عقولهم. كما غزت تلك القضايا المحاكم وباتت تتبعها جرائم شنيعة. وفي ذات السياق ذكر محامي لدى المجلس في حديثه لنا أن قضايا السكر العلني الملحق بجرائم شكل من أشكال الجريمة التي غزت المحاكم في الآونة الأخيرة وبتنا نقف على قضايا جرت أحداثها ووقائعها في ساعات النهار من طرف سكارى، ولم يعد جرما مقترنا بالفترات الليلية فحسب أين يكثر نشاط الحانات، بل أن بعضها باتت تنشط في ساعات النهار مما خول لهؤلاء اقتناء الخمور وشربها في ساعات النهار وحتى التمويه بقنينات العصائر والمشروبات الغازية. مما يوجب تضييق الخناق على الحانات التي تنشط في النهار ووضع رقابة عاجلة عليها كونها تعمل في العادة في الخفاء من أجل الحد من تلك الآفات الدخيلة على مجتمعنا.