توّجت أشغال اللّجنة الرابعة للجمعية العامّة للأمم المتّحدة المكلّفة بتصفية الاستعمار بنيويورك بالمصادقة على عدّة مشاريع لوائح، لا سيّما مشروع لائحة يؤكّد مجدّدا حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير في الصحراء الغربية· وفي هذا الشأن، جدّدت الجزائر وقوفها إلى جانب الصحراويين ودعت الاتحاد الإفريقي والهيئات الدولية إلى القيام بواجباتها نحو الشعب الصحراوي· وخلال اليوم الأخير من النّقاشات في إطار اللّجنة الأممية لتصفية الاستعمار، جدّدت العديد من الدول، ومنها الجزائر، دعوتها الملحّة للتوصّل إلى حلّ سياسي عادل ومستديم ويقبله الطرفان الذي يسمح بضمان حقّ تقرير المصير للشعب الصحراوي· وأكّد السفير الدائم للجزائر بمنظّمة الأمم المتّحدة السيّد مراد بن مهيدي أنه في إفريقيا يظلّ الشعب الصحراوي يترقّب إمكانية ممارسة حقّه في تقرير المصير في ظروف النّزاهة والحرّية والشفافية المضمونة دوليا· وفيما يخصّ هذه النّقطة، تأسف قائلا إن القضية الصحراوية مسألة تصفية استعمار لم يستكمل مسارها على أكمل وجه، وأضاف أن الدول الإفريقية المجتمعة ضمن منظّمتهما الإقليمية ومنظّمة الأمم المتّحدة عملت بثبات على استرجاع حقوق الشعب الصحراوي كاملة غير منقوصة، موضّحا أنه هنا يكمن كلّ المغزى الحقيقي لرسالة الاتحاد الإفريقي الذي أراد توجيهها عند إعلان سنة 2010 سنة السلم في إفريقيا· وفي إطار تمسّكه المنسجم والمستمرّ لحلّ عادل ومستديم يسمح بممارسة الشعب الصحراوي لحقّه في تقرير المصير، دعا الاتحاد الإفريقي الذي يتحمّل مسؤولياته كاملة إزاء الوضع في الصحراء الغربية إلى تكثيف الجهود قصد تنظيم استفتاء لتمكين الشعب الصحراوي من الاختيار بين خيار الاستقلال أو خيار الضمّ إلى المملكة المغربية· وأشار ممثّل الجزائر إلى أن الجزائر الوفية لتاريخها والتزاماتها إزاء إفريقيا والمجتمع الدولي تؤكّد من جديد تضامنها الأخوي والتام والكامل مع الشعب الصحراوي، مع ضمان دعمها الثابت لاسترجاع حقوقه المشروعة، لا سيّما حقّ اختيار بكلّ حرّية لمصيره من خلال تنظيم استفتاء يمكّنه من ممارسة حقّه الثابت في تقرير المصير، مستشهدا باللاّئحة رقم 1754 المصادق عليها سنة 2007 من قِبل مجلس الأمن التي تهدف إلى بعث المفاوضات دون شروط مسبقة قصد إخراج النّزاع في الصحراء الغربية من وضعية الانسداد· كما أشار السيّد بن مهيدي إلى أن هذه اللاّئحة تعتمد على توازن يتطلّب منح نفس القدر من الاهتمام لاقتراحات المغرب وجبهة البوليزاريو، وأكّد أنه من المعروف أن اختلافات في تأويل مغزى المفاوضات سيطرت على كافّة الجهود خلال الجولات الأربع الأولى من المفاوضات الرّسمية، وقال إنه على غرار المجتمع الدولي رحّبت الجزائر باستئناف في أوت 2009 وفيفري 2010 للمحادثات غير الرسمية التحضيرية الرّامية قبل الشروع في مفاوضات رسمية جديدة إلى تجاوز تباين وجهات النّظر الممكن تحقيقه منذ أن تعهّد الطرفان (المغرب وجبهة البوليزاريو) في البداية ببلوغ هدف التوصّل إلى حلّ سياسي عادل ومستديم ويقبله الطرفان يسمح بضمان حقّ تقرير المصير للشعب الصحراوي· وذكر السيّد بن مهيدي أن الجزائر شاركت في هذه المحادثات بصفة بلد ملاحظ وجار طبقا للشروط المرجعية للأمين العام وانضمّت إليها وهي واعية كلّ الوعي بمسؤولياتها إزاء شعوب المنطقة وواثقة من أن تحقيق مسعى السلم في الصحراء الغربية يخدم مصلحة الجميع· وأوضح أن الجزائر ستستمرّ في تقديم مساهتمها لتطهير الجوّ الذي يميّز المفاوضات بين طرفي النّزاع ودعم الأمين العام ومبعوثه الشخصي في جهودهما الهادفة إلى ترقية حلّ توافقي يتطابق مع مبدأ الأمم المتّحدة في مجال تصفية الاستعمار· وفي هذا الشأن، أكّد أن الجزائر تجدّد التزامها بمواصلة تقديم دعمها لتطبيق الإجراءات التي تسمح ببعث الثقة بين الطرفين، وتجدّد نداءها لمنظمة الأمم المتّحدة وأعضاء المجتمع الدولي قصد توسيع مجال مراقبة حقوق الانسان· وخلال النّقاشات المتعلّقة بمسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، تأسّف السفير الدائم لجنوب إفريقيا السيّد باسو سانغكو لكون الأمم المتّحدة بقيت 50 سنة بعد موافقة الجمعية العامّة على الإعلان المتعلّق بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب الاستعمارية تتخبّط في مداولات غير منتهية حول العبء المخزي للاستعمار·