تسبب الإهمال المستشاري في مستشفى "ابن سينا" بولاية عنابة في وفاة شيخ نتيجة عدم تلقيه للرعاية اللازمة، حيث بقي مرميا على كرسي لقرابة العشر ساعات، قبل أن تتفطن له إحدى عاملات النظافة. وليد هري يبدوا أن مآسي المواطنين مع المستشفيات غير مكتوب لها أن تنتهي على الرغم من حزمة الإجراءات والجولات المكوكية التي قام بها عبد المالك بوضياف منذ تنصيبه على رأس القطاع، فعلى مستوى ولاية عنابة أصبحت المستشفيات مرادفا للموت بالنسبة للمواطنين خصوصا مستشفى “ابن سينا” الذي يعد الداخل له مفقود والخارج منه مولود، حيث عثر، صباح السبت، في هذا المستشفى على مريض ميت على أحد الكراسي المتواجدة قرب مصلحة الاستعجالات، وذلك بدون أن يتفطن له أحد أو حتى يقترب منه أحد من وهبهم الله “نعمة” المساهمة في شفاء الناس. الشيخ دخل المستشفى ليعالج فترك يموت في العراء كشفت مصادر “آخر ساعة” أن مصالح الحماية المدنية نقلت في حدود الساعة التاسعة من ليلة الجمعة، شخصا متشردا في الخمسينات من عمره إلى مصلحة الاستعجالات نتيجة معاناته من مضاعفات صحية، حيث تكفل الطاقم الطبي المناوب بتقديم الإسعافات اللازمة له حيث بقي تحت العناية كما وضع له التنفس الاصطناعي، وفي حدود الساعة الثانية صباحا حسب مصادرنا سمح الأطباء له بالمغادرة بدون أن يكترثوا لحاله إلى أين يمكنه أن يذهب، حيث كان على العاملين بالمصلحة أن يتفطنوا إلى أن هذا الشيء لا يوجد مرافق له، إلا أن الشيخ خرج من المصلحة بمفرده وتوجه صوب أحد الكراسي أين جلس وحيدا يتصارع مع ألامه على أمل أن يتوجه إلى المكان الذي جلب منه مع بزوغ شمس الصباح، إلا أن القدر لم يسعفه لذلك حيث وافته المنية وبقي “مرميا” على الكرسي طوال الليل دون أن يتفطن له أحد، إلى غاية الساعة العاشرة من صباح السبت أين تفطنت لأمره إحدى عاملات النظافة، حيث تقربت منه واكتشفت أمره قبل أن تقوم بإعلام الجهات المعنية في المستشفى، التي أمرت بنقله إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى “ابن رشد” وذلك لتحديد أسباب الوفاة. التسيب حرم الشيخ من معاملته بطريقة إنسانية أوضحت مصادر من داخل مستشفى “ابن سينا” ل “آخر ساعة” أن الإهمال والتسيب اللذين يعيشه المستشفى خصوصا في الليل هما المتسببان في وفاة الشيخ وعدم تلقيه معاملة إنسانية، فحسب المصدر ذاته فإن القانون ينص على تسجيل الأشخاص المشردين في دفتر خاص بمجرد دخولهم إلى المستشفى بالإضافة إلى وجوب إعلام كل من المدير المناوب والمنسق، اللذين يتكفلان بدورهما بإعلام المصالح الاجتماعية حتى تقدم الرعاية اللازمة لهذا “المتشرد”، إلا أن هذا الإجراء لم يتم العمل به، حيث لم يتم تسجيل هذا الشخص في السجل كما لم يتم إخبار المدير المناوب والمنسق بالأمر، خصوصا وأن المدير كان في مصلحة أخرى. مصالح الأمن تحقق مع موظفي مصلحة الاستعجالات كشفت مصادر موثوقة ل “آخر ساعة” أن مصالح الأمن الحضري الثاني فتحت، أمس، تحقيقا حول قضية وفاة الشيخ وذلك لمعرفة ظروف حدوثها وتحديد هوية المتسببين فيها ولو بطريقة غير مباشرة، وحسب المصادر ذاتها فإن مصالح الأمن استمعت، أمس، لأقوال المدير المناوب بالإضافة إلى العديد من الموظفين والعاملين الذين كانوا مناوبين في مصلحة الاستعجالات ليلة الجمعة إلى السبت. من جهتها قامت إدارة المستشفى، مساء أمس، بالاستماع لأقوال نفس الأشخاص، حسب المصدر، الذي أوضح أن المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي طالبت بتزويدها بتفاصيل هذه القضية. مصالح الحماية المدنية تتبرأ من ما حدث للشيخ لتوضيح الأمور أكثر بخصوص هذه القضية اتصلنا بمصالح الحماية المدنية، خصوصا وأنها هي التي تكفلت بنقل هذا الشيخ إلى مصلحة الاستعجالات حسب ما أكده لنا عاملون بالمستشفى، حيث أكدت لنا المصالح المذكورة أنها لم تقم بنقل أي شخص “متشرد” إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى “ابن سينا”، ليلة الجمعة، حيث اقتصرت تدخلاتها خلال الفترة الممتدة من الساعة السابعة إلى ال 11 من هذه الليلة على نقل رجل عمره 60 سنة من حي الياسمين بالصفصاف، بالإضافة إلى رجل يعاني من مرض عقلي عمره 50 عاما ويرقد على مستوى مركز الشيخوخة “سيدي بلعيد”، وحسب خلية الإعلام والاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية فإن مسؤولية أعوان الحماية تنتهي عند نقل المريض إلى المستشفى.