اندلعت أحداث شغب دامية بين مجموعتين من الشباب بالوحدة الجوارية رقم 19 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، حيث شهد يوم أمس حالة استنفار قصوى من طرف مصالح الأمن الذين تدخلوا بقوة بهدف تفريق الشباب المتعارك والذي حول استقرار المدينة إلى رعب بعدما تم تسجيل العشرات من الجرحى أغلبيتهم من المارة ناهيك عن خسائر مادية معتبرة.وعلمت آخر ساعة بأن أسباب نشوب هذا الصراع الذي خلف فوضى كبيرة بالمنطقة راجعة إلى خلاف وقع نهار أول أمس أثناء حفل قراءة فاتحة دُعي إليه شباب من الوحدة الجوارية 14، حيث دخل هؤلاء في مناوشات كلامية ثم في شجار عنيف بالأسلحة البيضاء مع أحد المدعوين من سكان الحي الذي تعرض لإصابات خطيرة، ليتحول العرس من فرح إلى قرح ، وشهد مكان الاحتفال اختلاط الحابل بالنابل لكن وبعد تدخل بعض العقلاء هدأت الأوضاع ورجعت المياه الى مجاريها، وبعدما ضن الجميع بأن الامور عادت إلى نصابها تفاجأ سكان الوحدة الجوارية رقم 19 في حدود الساعة السابعة ليلا بهجوم شنته مجموعة من المنحرفين فاق عددها الأربعين شابا مدججين بشتى أنواع الأسلحة على غرار السيوف والسكاكين والمولوتوف وقاموا بتخريب كل المنطقة كما احترقت بعض نوافذ المنازل المجاورة كما قاموا بتكسير سيارات المارة، وفور سماع السلطات الأمنية بالخبر قامت الأخيرة بتطويق المكان بشكل نهائي كما قامت باعتقال بعض الشباب المشكوك فيهم خاصة وأن المواجهات دامت إلى غاية منتصف الليل وخلفت العديد من الجرحى ومنهم من تطلب نقلهم إلى المستشفى الجامعي ابن باديس من اجل إجراء عملية جراحية على مستوى الرأس، للتذكير فإن المدينة الجديدة علي منجلي شهدت العديد من المواجهات الدامية والتي استدعت تحرك السلطات من أعلا المستويات على غرار أحداث العنف التي شهدتها الوحدة الجوارية رقم 14 و التي انطلقت بسبب مناوشات بين مراهقين لتستمرعلى مدار أسبوعا كاملا و تتحول بعدها إلى عمليات تراشق بالحجارة و التخريب طال سيارات و ممتلكات عامة من مؤسسات تربوية و شقق سكنية لتتدخل مصالح الأمن التي طوقت المنطقة محاولة تفرقة المتخاصمين بتجنيد عدد كبير من قواتها لا سيما بعد الإصابات التي تعرض لها العشرات من السكان,و تعتبر الوحدة الجوارية 14 من بين الوحدات التي غالبا ما تعرف مثل هذه المظاهر اللاحظارية و التي تحط بخلفياتها السلبية على السكان ليعم اللاإستقرار بالمنطقة و يبث الخوف و الرعب في نفوس السكان خاصة منهم كبار السن و المرضى,من جهتها مصالح الأمن بالولاية تجندت طيلة الأسبوع بزرع وحداتها تحسبا لأي طارئ و على الرغم من التوقيفات التي طالت عدد من المخربين إلا أن أعمال الشغب و المطاردات و المراشقات بالحجارة تبقى تستمر بين هؤلاء الذين يختفون تارة و يرجعون للظهور تارة أخرى,و لم تتوقف الإظطرابات عند الوحدة الجوارية 14 فقط بل انتقلت العدوى للوحدة الجوارية رقم 8 حيث اندلعت بالأخرى أعمال شغب و تكسير و تخريب إلى جانب مواجهات عنيفة بين عدد من سكانها ذلك بعد أن تعرض شاب يبلغ من العمر 28 سنة إلى طعنة سلاح أبيض أودت بحياته خلال مناوشة مع أحدهم وهي المناوشات التي كانت تحدث عادة بين السكان المرحلين من حي القصبة و حي نيويورك بذات الوحدة إذ كان البعض من شباب الحيين على خلافات مع بعضهم قبل أن يتطور الأمر إلى مطاردات استعملت فيها السكاكين و الزجاجات الحارقة لتنتهي بمقتل الشاب الضحية وهو ما أشعل الفتيل من جديد فيما تطورت أكثر إلى أعمال عنف و تخريب حتى إلى أحياء أخرى ما أجبر قوات الأمن على تعزيز مصالحها أكثر للتعامل مع الأحداث الجديدة و التي تزامنت مع أحداث الشغب بالوحدة الجوارية رقم 14، وبين هذا وذاك يبقى الوضع الأمني بالمدينة الجديدة يتطلب وضع إستراتيجية على المدى الطويل من أجل الحد من انتشار الإجرام والضرب بيد من حديد خاصة وأن المنطقة أصبحت تمثل الكابوس المرعب للسكان.