وقد شهدت نهاية الاسبوع الماضي حالة كبيرة من الاحتقان ما جعل الفاعلين بعاصمة الشرق الجزائري يتدخلون حيث ساهم أئمة مساجد الهجرة، الأنصار، بن صالحية وعبد الله بن عباس في وضع حد لهذه الفتن التي تحدث وتنخر بالمجتمع الجزائري وقد عقد الصلح بعد اجتماع بعض الشباب من المنطقتين والتحدث عن السبب الحقيقي لهذا الصراع، كما دعا عقلاء المنطقة إلى نبذ العنف ونسيان كل الأحقاد التي من شأنها أن تدخل الحيين في مشاكل هم في غنى عنها، وتوصلت جموع السكان إلى اجتماع حوالي 300 شخص داخل مسجد الهجرة بحي الزيادية بعد صلاة المغرب، أين قام أئمة بإلقاء خطب، دعوا فيها المشاركين إلى ضرورة نبذ العنف وإراقة دم المسلمين، قبل أن يتفقوا جميعا للتوجه نحو حي الأمير عبد القادر من أجل إبلاغ كلمتهم للمتأخرين عن الصلح، وهو ما تم قبل العودة مجددا إلى حي الزيادية و الإعلان النهائي عن الصلح. للتذكير فقد شهد حي الزيادية موجة كبيرة من العنف والصراعات، وعاش السكان ليالي مرعبة على مدار الأسبوع، بعد أن هاجمتهم مجموعة إجرامية مشكّلة من نحو 60 شخصا، مدجّجة بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء والكلاب الشرسة، والتي أرعبت العائلات القاطنة بالحي وعاثت فسادا بالأملاك العمومية التي وجدتها في طريقها وسط صراخ للأطفال والنسوة الذين ذعروا بسبب هذا الموقف، حيث قامت هذه العصابة التي يقطن أغلب أفرادها في حي الأمير عبد القادر«الفوبور» في محاولة الدخول إلى حي الزيادية وتحطيم مساكنه، ما جعل شباب المنطقة يتصدون لهم ويقومون بتطويق الحي حتى يمنعونهم من ذلك، إلاّ أن أفراد هذه العصابة قاموا بحرق 7 سيارات وأشعلوا فيها النيران التي التهمتها كليا مثلما قاموا كذلك بتحطيم زجاج عدد من السيارات والمحلات، في وقت كان فيه أفراد العصابة يرشقون الحي بالحجارة وقارورات المولوتوف، وقد استمر هذا الوضع إلى ساعات متأخرة من الليل.