أكمل محمد منيب صنديد عاما على رأس الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، حيث نصّب من قبل الطيب بلعيز وزير الداخلية والجماعات المحلية في نهاية شهر أكتوبرمن عام 2013، عام لم يكن في مستوى الوعود التي أطلقها الوالي لسكان عنابة في أول يوم له بها. دعم الاستثمار.. الأمن والعمل في الميدان وليد هري ألقى محمد منيب صنديد والي عنابة خلال حفل مراسيم تنصيبه من قبل الطيب بلعيز وزير الداخلية والجماعات المحلية، في ال 28 أكتوبر 2013، خطابا استبشر من خلاله العام والخاص في بونة خيرا نظرا لما تضمنه من عزم على نفض الغبار عن هذه الولاية، حيث أكد صنديد وقتها أنه جاء للعمل بعنابة تحت شعار “الأمن، السكينة والنظافة”، وهي الجوانب الثلاث التي يحلم كل “عنابي” بالعيش في كنفها، في ظل إرهاب عصابات الإجرام التي فرضت منطقها في أغلب الشوارع والأحياء، القمامة المنتشرة بطريقة عشوائية وعاصمة الولاية التي أصبحت وكأنها قرية كبيرة لا تحترم فيها أبسط القوانين، كما تعهّد الوالي من خلال خطابه ب “بذل كل ما في وسعي وبالتعاون مع الجميع؛ من مسؤولين محليين ومواطنين، لإضفاء حركية جديدة للتنمية وذلك من خلال إزالة كافة العراقيل أمام كل من يملك مبادرات بناءة”، وهو الأمر الذي حلم به أصحاب المبادرات لسنوات طويلة، حيث بقيت أفكارهم ومشاريعهم حبيسة عقولهم بعد أن أغلقت في وجههم كل الأبواب، كما لم ينس المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية المستثمرين الذين وعدهم بتشجيع مشاريعهم، وهدد في الوقت نفسه بمعاقبة “كل من يخطئ” في أداء واجبه، ومن أجل تحقيق كل ذلك أعطى الوالي وعدا آخر بأنه سيكون في الميدان أكثر من المكتب من أجل إعطاء لعنابة نفسا جديدا، ليرسم الوالي لنفسه من خلال كل هذه الوعود خارطة طريق لانتشال عنابة من مستنقع التخلف التي غرقت فيه وليعطي الأمل لسكان الولاية في غد أفضل. سار على درب سابقيه ولم يصنع الاستثناء تعهد بالخرجات الميدانية فلم يغادر مكتبه إلا في الزيارات الرسمية وليد هري أمضى محمد منيب صنديد عاما على رأس الهيئة التنفيذية لولاية عنابة، عام قال في أول أيّامه بأنه سيكون في الميدان أكثر من المكتب، وعد ظن معه “العنابيون” أن الوالي سيصنع الاستثناء بعد أن تعودوا على ولاة يصعب عليهم مغادرة دفء مكاتبهم والنزول إلى الشارع، للوقوف على المعاناة التي يعيش فيها المواطن البسيط الذي لم يطلب سوى عيشة كريمة. بعد مرور أيام قليلة على صنديد في منصبه بدأ بزيارة العديد من الأحياء والمناطق، على غرار حي “8 مارس” الذي كان من بين أول المناطق التي زارها الوالي، الذي زار بعدها بعض من المناطق الأخرى في الولاية، وتحدث مع المسؤولين المحليين بنبرة فيها نوع من الحزم كما وعد المواطنين بحلول لأغلب مشاكلهم، حيث طلب منهم أن يمنحوه بعضا من الوقت فقط من أجل تحقيق ما يصبون إليه، إلا أن صنديد انظم بعدها إلى صف الولاة الذين سبقوه، حيث اشتاق المواطن العنابي لرأيته بعد أن أصبحت زيارات الوزراء والمناسبات هي الوحيدة التي تخرجه من مكتبه هذا إن كان يجلس فيه، حيث كشفت مصادرنا أن المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية لا يكلّف نفسه حتى عناء استقبال المواطنين والاستماع لمشاكلهم إلا في مرات قليلة، بعد أن أوكل هذه المهمة إلى أحد معاونيه، وهو الذي وعد بأن يستمع لانشغالاتهم والنزول إلى الميدان من أجل التقرب منهم، وعد لو تحقق لرأى الوالي حجم الفوضى الموجودة في قلب المدينة، على غرار محور الحطاب الذي يوحي لمن يكون بجوار بأنه يعيش في قرية وليس في مدينة بحجم عنابة، حيث تعد الفوضى وعدم احترام القانون من أبرز معالمه، كما أن خروج الوالي من مكتبه ونزوله إلى الميدان كان سيسمح له بالوقوف على معاناة سكان “طاشة” ببلدية برحال، أو الحرمان الذي يعيشه أطفال بلدية التريعات أو بؤس سكان بلدية العلمة، وهو المشهد الذي يتكرر في جل بلديات الولاية البالغ عددها 12، لكن وحتى لا نظلم صنديد فإنه يمر عبر هذه البلديات والمناطق بسيارته الفخمة خلال قدوم أحد الوزراء إلى الولاية في زيارة “عمل وتفقد”، غير أن المشكل يكمن في أن مواكب الوزراء لا يمكنها أن تمر عبر كامل تراب الولاية حتى يتمكن الوالي من رؤية ولو بعينه حجم المعاناة التي تعيش فيها نسبة معتبرة من سكان ولايته، كما أن التقارير التي ترفع له حول واقع التنمية يصعب أن يتطرق إلى التخلف المستشري في كل نواحي الولاية، التي يبقى أمل سكانها في تغيّر الوضع القائم بما يشبه المعجزة الربانية حتى يكون هناك من يحس بهم ويعمل على حل مشاكلهم. رغم توعّد الوالي لهم عند تنصيبه المسؤولون المقصّرون ضلوا بلا عقاب وليد هري «سأعقاب كل من يخطئ”، هكذا توّعد والي عنابة خلال تسلمه “مقاليد الحكم” في عنابة، كل مسؤول يثبت تقاعسه أو تهاونه في أداء واجبه، رسالة قرأ معها العديد من المتتبعين أن الوالي سيرفع “عصا الطاعة” في وجه كل مسؤول محلي لا يمشي مع مخطط عمله وبالتالي عمل الدولة من خلال القضاء على البيروقراطية، دفع عجلة التنمية والتكفل بانشغالات المواطنين، وبعد مرور عام على “وعد صنديد” بقيت دار لقمان على حالها حيث واصل المسؤولون المحليون أداء دورهم المفضل في التلاعب بالمواطنين من خلال الإجراءات البيروقراطية، والسهر على مصالحهم الخاصة والمحافظة على مناصبهم من خلال “التخلاط”، غير أن الوالي لم يصمت على كل ذلك حيث اتخذ قرارا مطلع شهر سبتمبر يقضي بتنحية رئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية عنابة بسبب تقصيره في أداء واجبه المهني، حسب ما جاء في قرار التوقيف، غير أن مصادر “اخر ساعة” أكدت أن هذا القرار جاء بعد أن وصلت شكوى للوالى من قبل قيادي متقاعد من أحد الأجهزة الأمنية، تضمنت سوء معاملته في المصلحة بالإضافة إلى الفوضى الموجود فيها، ليتحرك الوالي على ضوء ذلك ويقرر توقيف رئيس المصلحة، التي اشتكى منها عشرات الآلاف من المواطنين كما رفعت للسلطات التنفيذية العشرات من التقارير بخصوصها إلا أنها لم تتحرك، غير أن شكوى واحدة من مواطن ليس من فئة البسطاء كانت كافية بتحريك المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي من أجل “تغيير” الأوضاع في مصلحة الحالة المدنية، أما الرؤوس الكبيرة التي تقف وراء مآسي المواطنين فهي باقية على حالها، ولم تهدد حتى التهديد من أجل التحرك ونفض الغبار عن الولاية كما قال الوالي في خطابه، فإذا كان الوالي عازم على معاقبة كل من يخطئ فيسكون عليه معاقبة مسيري جل القطاعات دون استثناء، لأن الولاية تعاني من تخلف في شتى الجوانب. الأحياء الشعبية منسية والإجرام يفرض نفسه في الحياة اليومية توفير الأمن بقطع الأيدي.. حروب العصابات وبارونات المخدرات مايا.س وعد والي ولاية عنابة محمد منيب صنديد بالحرص على توفير الأمن في عنابة في أول تصريح أدلى به لكن حدث العكس تماما حيث تزايدت نسبة الاجرام في جوهرة الشرق،و خير دليل على ذلك هو الاعتداءات التي وقعت مؤخرا حيث تم بتر يد شاب في البوني وآخر في “جبانة اليهود”،ولم يكلف الوالي نفسه عناء التنقل إلى الأحياء الشعبية للوقوف على معاناة الشباب خصوصا و أن هذه الأحياء معروفة بانتشار مختلف أنواع المخدرات،ورغم ذلك لم تتمكن المداهمات والحملات التي قام بها الأمن من الاطاحة ب “البارونات” وغالبيتها استهدفت المروجين الصغار والمتعاطين،ولم يقم الوالي بأي استراتيجية من أجل محو الصورة الاجرامية للمدينة فلا يمر يوما دون أن يسمع فيه المواطن العنابي بجرائم بشعة كقتل عجوز في بيتها ب “ليسونطون”،قطع الأيدي،سرقة السيارات،السطو على المنازل،استعمال السيوف ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء في حرب العصابات بين شبان الأحياء،إضافة إلى انتشار الباعة الفوضويين في وسط مدينة عنابة وهو ما ساهم في انتشار فضلاتهم وتعديهم على النساء والمارة لفظيا وحتى جسديا وتواطئهم في السرقة حيث لم يتمكن من ايجاد أي حل لهم،من جهة آخرى لم يستعمل الوالي سلطته من أجل الضغط على الجمعيات التي تلتهم من ميزانية الدولة “الملايين” إلا أنها لم تقم بالدور الذي من المفروض أن تلعبه ولم تقم بأي تنديد ولم تصدر أي بيانات عند وقوع الجريمة وهو ما تسبب في افراز “مجتمع مدني ميت” ورغم هذا لم يقم بسحب الاعتمادات من الجمعية التي لا تقوم بواجبها. العديد منها انطلق قبل سنوات عديد ولم يسلم إلى غاية الآن عنابة أصبحت عاصمة للمشاريع المتأخرة تعرف ولاية عنابة تأخرا كبيرا في تسليم العديد من المشاريع رغم انطلاق الأشغال بها منذ عدة سنوات، إلى درجة أصبحت معها الولاية تعد عاصمة للمشاريع التي تشهد تأخرا في الإنجاز، من بينها المحطة البرية لنقل المسافرين التي لم تنته الأشغال بها إلى غاية الآن رغم مباشرتها قبل حوالي الأربع سنوات، يضاف إليها مشروع ازدواجية خط السكة الحديدية الرابط بين عنابة و«رمضان جمال” بولاية سكيكدة، وذلك على طول 90 كيلومترا )36 بعنابة و54 بسكيكدة(، ورغم أن المشروع انطلقت الأشغال به عام 2006 إلا أنه وبعد مرور 8 سنوات لم تتقدم الأشغال به سوى بنسبة 42 بالمائة، رغم أن الدولة خصصت له غلافا ماليا قدره 4000 مليار سنتيم، ويضاف إلى هذه المشاريع مشروع المحطة الجوية الجديدة التي انطلقت الأشغال بها عام 2006 ولم تنته إلى غاية الآن، يضاف إليها مركز مكافحة السرطان الذي يوعد تاريخ انطلاق الأشغال به إلى 10 سنوات خلت، وتوجد العديد من المشاريع الأخرى التي تحتاج ربما إلى مجلدات من أجل الحديث عنها، يحدث ذلك في الوقت الذي تخصص فيه الدولة سنويا ميزانية ضخمة للولاية، يتساءل العنابيون دائما عن طريقة صرفها خصوصا وأن الطيب بلعيز كشف خلال تنصيبه للوالي صنديد أن بعض البلديات في عنابة لم تصرف الأموال التي منحت لها من قبل الدولة وكشف أن ما تم صرفه لا يتعدى نسبة 24.26 بالمائة من الاعتمادات المالية. وليد هري لجنة “الكالبيراف” تجتمع مرة كل ثلاثة أشهر عنابة تعرف تأخرا كبيرا في استحداث المشاريع الاستثمارية تعرف ولاية عنابة تأخرا كبيرا في إنجاز المشاريع الاستثمارية خلال السنوات الأخيرة خاصة منها المشاريع الانتاجية التي تدفع بعجلة التقدم والتنمية بإقليم الولاية، هذه الأخيرة التي تساهم في خلق مناصب شغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع والمنتوجات التي يحتاجها المواطن العنابي يوميا، ولعل من أهم اللجان المسؤولة عن تشييد المؤسسات والموافقة على تدعيمها وتمويلها لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار “الكالبيراف”، هذه الأخيرة التي تجتمع مرة كل ثلاثة أشهر أو أكثر، بالرغم من الكم الهائل من ملفات الاستثمار المودعة لديها والتي تتطلب اجتماعها مرة كل شهر على الأقل، بهدف الموافقة من عدمها على ملفات المشاريع الاستثمارية المقدمة من طرف الراغبين في إنشاء مؤسسات بنشاطات مختلفة من شأنها أن تدفع عجلة التنمية بولاية عنابة، هذا ويسجل في كل دورة عدة أحداث تفاجئ المستثمرين ففي الدورة الاخيرة أخذت المشاريع الخدماتية ، على غرار محطات الوقود، العيادات الخاصة ، المدارس الخاصة...، حسب مصادر”أخر ساعة” حصة الأسد، والتي تشغل إلا القليل من اليد العاملة ، فيما لم تحظ المشاريع الإنتاجية التي تمص البطالة وتخلق الثروة، على غرار بناء المصانع والمشاريع الفلاحية بحظ كبير من الموافقة، وهو ما يبشر بتنمية محلية كبيرة بولاية عنابة حسب ما وعد بها صنديد في العديد من المناسبات السالفة ، حيث قال انه سيعمل جاهدا لدفع عجلة التنمية بعنابة. مازوز بوعيشة