أنكر عدد من المتهمين في قضية الطريق السيار شرق غرب الذي تم الاستماع اليهم في ثالث يوم من الاستجواب بمحكمة جنايات العاصمة كل التهم الموجهة اليهم من بينها تبييض الاموال واستغلال النفوذ، موضحين بأنهم وقعوا على ماجاء في محضر الضبطية القضائية تحت الضغط على غرار رجل الاعمال «عدو تاج الدين»، في حين نفت اغلب المجمعات الاجنبية المتورطة في القضية معرفتها بهذا الاخير وتقديم رشاو له للظفر بالمشروع، ليقوم بعدها مجمع سيتيك»الجزائر» بنفي معرفته بالمتهم الرئيسي في القضية»شاني مجدوب». على عكس جلسة اول امس التي عرفت منعرجا خطيرا بسبب تصريحات كل من المتهم الرئيسي شاني مجدوب الذي حمل الجنرال «ح» مسؤولية توريطه في القضية، اضافة الى تصريحات مدير البرنامج الجديد للطريق السيار «محمد خلادي» الذي قصف عمار غول ومحمد بجاوي بالثقيل حين اتهمهما بتلقي 20 بالمائة من نسبة المشروع كرشوة، عرفت جلسة امس في الفترة الصباحية هدوءا تاما خاليا من التراشقات بين المتهمين والنيابة، حيث لم تأت هذه الاخيرة بالجديد عدا نفي المتهمين الذين تم الاستماع اليهم في ثالث يوم من بدء الاستجواب والمتابعين في القضية بجنحة تبييض الاموال واستغلال النفوذ على غرار «رجل الاعمال «عدو تاج الذين» وابن شقيقه «عدو سيد أحمد» الذين قالوا بأنهم وقعوا على محضر الضبطية القضائية الذي جاء مغايرا لأقوالهم، كما اوضح تاج الدين بأنه لم يتلق أي مبالغ كرشوة في اطار المشروع من طرف الشركات الاجنبية، الى هنا شهدت القضية تصريحات عادية تم سماعها من طرف المتهمين الذين استوجبوا سابقا الى غاية حوالي الساعة الخامسة وهو وقت سماع المدير العام لمجمع سيتيك «الجزائر»ليتبين بان القضية ستشهد مزيدا من السيسبانس بعيدا عن تصريحات عدو تاج الدين وعدو سيدأحمد الذين نفيا فقط التهم الموجهة لهم وسط سردهم لحقيقة علاقتهم بمشروع الطريق السيار. أكد المتهم «عدو تاج الدين» بأنه لم يقم باستغلال نفوذه كرجل اعمال وشقيق صديق وزير الاشغال العمومية عمار غول» بمساعدة المتهم الرئيسي في القضية»شاني مجدوب» فيما تعلق بالمشروع، نافيا توسطه للشركات الاجنبية للظفر بهذا الاخير، حيث اوضح بأنه لايملك أي نفوذ للقيام بذلك، قائلا بأن» علاقتي بعمار غول سطحية، حيث عرفني عليه اخي حينما كان عضوا في مكتب حمس قبل ان يتقلد حقائبه الوزارية» واضاف» انا لم اقم بالاتصال بعمار غول الا مرة او مرتين من اجل مساعدتي في انشاء مكتب دراسات غير انه رفض ذلك، ليقم بعدها بمساعدة صديقي «محمد رفيق غزالي» للحصول على منصب عمل كإطار بوزارة الاشغال العمومية»، موضحا بأنه رجل اعمال يملك شركتين تشتغلان في اطار قانوني، حيث تنشط احداها في مجال الصيد البحري والاخرى في ميدان الأشغال العمومية ‘' ميرلاند ‘'، وتابع القول بأن ماجاء في قرار الاحالة من تلقيه لرشاوي نتيجة توسطه للشركات الاجنبية للحصول على الصفقات الخاصة بالمشروع امر غير صحيح، كونه لم يقل هذا الشيء خلال التحقيق، مبرزا بأنه خضع للتعذيب خلال 19 يوما بعد خطفه ليلة العيد من احدى مقاهي دالي ابراهيم من طرف 20 رجلا عقب اتصال «محمد خلادي» به ، واضاف بأن هذا الاخير كان ينظر ولم يحرك ساكنا وهو مايدل على ان الاتصال به كان مجرد خطة وحيلة منه للقبض عليه وسجنه في اطار التحقيق في قضية لاصلة له بها حسبه عذب خلالها واجبر على التوقيع على محضر اقوال لم يقم بالادلاء بها لاسيما فيما تعلق بتقديم معلومات عن مشاريع الاشغال العمومية على غرار ‘' كوبا ‘' البرتغالية أو أو ريجيس ‘' الفرنسية'' او الشركة الكندية» سي أن سي، كما نفى محاولته الحصول على عقد دراسة و مراقبة تقنية للأشغال العمومية من المجمع الصيني «سيتيك» للظفر بعمولة نسبتها 8 بالمائة من قيمة العقد المقدر ب 11 مليون دولار، بالاضافة الى حصوله على نسبة مقدمة بالنسبة 2 بالمائة، مؤكدا بأنها مجرد تهم لفقت لي لتوريطي في القضية، كما قال بأنه قام باعلام مسير مكتب الدراسات الدولي البرتغالي «كارلوس» بالفوز بالمناقصتين الخاصتين بمشروع الطريق السيار شرق غرب هاتفيا بعد ان علم بذلك من صديقه «رفيق غزالي» الذي يعمل إطار بوزارة الاشغال العمومية والذي توسط له عند غول للحصول على منصب عمل في وقت سابق. وفي سؤال وجهه له القاضي الطيب هلالي لدى استجوابه عن علاقته بالسكرتير السابق بالدياراس «خلادي»، اكد «عدو تاج الدين»، بأن مدير البرنامج الجديد للطرق السيار «محمد خلادي» اتصل به واعلمه بوجود عدة مشاكل مع الصينيين في اطار المشروع المذكور، طالبا منه بعد معرفته بوجود علاقة بينه وبين الشركة الكندية، أن يقوم بالاتصال بهذه الاخيرة من اجل الشطر الغربي للطريق السيار شرق غرب، ليقوم فور ذلك تاج الدين عدو بالاتصال بهم والتحدث في الموضوع، اين ابدت الشركة الكندية موافقتها الاولية على الموضوع، ليتم بعدها إبرام العقد بينها و بين الشركة الصينية «سيتيك» بهدف الاسراع في انجاز المشروع، مشيرا الى انه لم يتقاض مقابل ذلك سوى مبلغ 6 ألاف أورو بشكل قانوني، وذلك بموجب العقد المبرم بين شركته التي تنشط في الاشغال و بين الشركة الكندية، وقال بأن علاقته بخلادي الذي التقاه مرتين او اربع مرات باحدى مقاهي دالي ابراهيم لم تتعد اقتراحه قدوم الشركة الكندية لانجاز الشطر الغربي للطريق السيار، كما انكر وجود أي علاقة تربطه بكل من المتهم»الكلونيل خلادي والمتهم الفار» قويدر الطيب»، متسائلا عن كيفية تورط اسمه في القضية لاسيما وانه ينتمي لعائلة نبيلة، ومازاده دهشة هو توريط ابن اخيه «سيداحمد عدو» في القضية وهو الذي يعيش خارج ارض الوطن، نافيا ان يكون هذا الاخير قد تورط في القضية، وهو فعلا مانفاه سيداحمد خلال سماعه من طرف رئيس محكمة جنايات العاصمة. أما فيما تعلق بالمجمع الصيني»سيتيك» الجزائر، فان المدير العام لهذا الاخيرأنكر كليا معرفته بالمتهم الرئيسي ورجل الاعمال «شاني مجدوب» وعدم تدخله لحل مختلف المشاكل التي واجهوها على ارض الوطن في اطار مشروع الطريق السيار شرق غرب، مؤكدين عدم معرفتهم به، حيث اوضحوا بأنهم كانوا يقومون بتسوية مشاكلهم من طرف مدير برنامج المشاريع الجديد للطرق السيار»شرق غرب» «محمد خلادي»، ليتدخل شاني ويقول «انا علاقتي بسيتيك «الام «انترناسيونال» وليس بسيتيك الجزائر كما انني عينت من طرفها لتسوية كل المشاكل التي تصادف شركتهم بالجزائر، ليعلق المدير العام للمجمع الصيني ويقول «أنا لست على دراية بذلك»، موضحين بأنهم لم يقدموا رشاوي لمجدوب الذي لاتربطهم به علاقة، غير ان القاضي واجههم بوجود اثار في مبلغ بحساباته من طرف سيتيك، ليرد هذا الاخير ويقول «أؤكد لك بأن سيتيك الجزائر «لم تدفع له»، هنا تدخل محمد خلادي الذي تبين ان مختلف ماتحصل عليه من مزايا على غرار التكفل بسفر واستئجار فيلا له من طرف الصينيين كان منصوص عليه في العقد الموقع بينهم، قال ان المكلف بتقديم الرشاوي هو الدكتور»خوا» الذي هرب عند تفجير القضية، وهو الامر الذي اخلط اوراق القضية مجددا.