يشهد مركزا العبور بأم الطبول والعيون بالطارف منذ بداية شهر أوت الحالي زحفا كبيرا للسياح الجزائريين نحو تونس لإنقاذ الموسم السياحي لهذا البلد الجار الذي أضعفه اعتداء سوسة وسرع بمغادرة السياح الأجانب الأراضي التونسية، ومن خلال توافد الجزائريين الذين سجلوا وفاءهم الكبير للوجهة التونسية ونكاية في الاعتداءات الإرهابية لهذا البلد الجار . سجلت مصالح شرطة الحدود بكل من مركزي العبور وأم الطبول والعيون خروج قرابة خمسة ألاف سائح جزائري يوميا إلى تونس أي 2500 شخص بأم الطبول و2000 شخص بمركز العيون يوميا في حركة الخروج فقط مع بداية شهر أوت وهي الفترة المفضلة للجزائريين لقضاء عطلتهم الصيفية، وقد عرف هذا الرقم تراجعا كبيرا في الفترة الماضية لا سيما بعد عملية اعتداء سوسة حيث ألغى عدد كبير من السياح الجزائريين حجوزاتهم بالفنادق التونسية، ونظرا لضعف السياحة الداخلية التي سببها غلاء مرافق الاستقبال على غرار الفنادق وارتفاع ثمن كراء الشقق بالمدن الساحلية الجزائرية هو الأمر الذي يبعث على الاستغراب حين ترى ثمن الغرفة الواحد بفندق نجمتين أو ثلاثة نجوم (03) أضعاف ثمن غرفة واحدة بفندق خمسة نجوم بتونس، بينما يصل ثمن غرفة أو غرفتين بالمدن الساحلية للبلاد (03) أضعاف ثمن شقة قريبة من البحر بتونس هذا ناهيك عن نوعية الخدمات المقدمة وهو الأمر الذي دفع بضعاف الحال من الموظفين الجزائريين الذين استعصت عليهم الرحلة إلى تركيا تفضيل وجهة تونس التي يعرفونها جيدا وتناسبهم كثيرا لقضاء أيام معدودة من عطلهم الصيفية ليرتفع عدد السياح القاصدين تونس بعد الأيام الأولى من عيد الفطر والقيام بواجب التغافر الذي يعتبر مقدسا للجزائريين حيث سجل معبر الحدود بأم الطبول والعيون عبور إلى الضفة الأخرى قرابة 2700 شخص يوميا إلى غاية نهاية شهر جويلية الماضي ليرتفع العدد إلى قرابة الضعف بداية من شهر أوت الحالي، وفي هذا السياق ومن أجل تسهيل إجراءات الدخول والخروج بمعبر أم الطبول الذي يعتبر أكثر إقبالا من المعبر التجاري بالعيون قامت مصالح شرطة الحدود والجمارك بمضاعفة إمكاناتها المادية والبشرية بهدف تسهيل الحركة والقضاء على الطوابير التي كان يشهدها العابرون في وقت سابق. وقد تسبب هذا التوافد من طرف السياح الجزائريين على تونس في انتعاش سوق العملة الموازية التي وجد فيه الدينار التونسي ضالته بصورة خيالية حيث ارتفع سعر صرفه إلى ما فوق 70 دينارا جزائريا مع بداية شهر أوت بعد أن كان في حدود 62 دينار خلال شهر جويلية الماضي وبالرغم الاعتداء الأخير بسوسة وكذا أن يضرب الموسم السياحي بتونس بعد هروب جحافل كبيرة من السياح لا سيما الأجانب وحتى الجزائريين في تلك الفترة وبعدها إلا أن الدينار التونسي لم يتراجع عن قيمته أقل من 60 دينارا جزائريا، وقدر أرجع تجار العملة الذين نشطون في القالة وبلديتي أم الطبول والعيون هذا الارتفاع الى تزايد عدد المتوجهين نحو تونس التي تبقى الوجهة المفضلة للجزائريين رغم حالة اللأمن التي تشهدها في الفترة الأخيرة.