تحولت رحلات الحرقة في السنوات الأخيرة إلى جزيرة سردينيا إلى حلم يراود الشباب الجزائري خاصة بالولايات الشرقية، للعيش في الدول الأوروبية حياة سعيدة حتى وإن كانت دون وثائق، وعلى الرغم من الأخطار التي تواجههم أثناء عملية الهجرة غير الشرعية بعرض البحر والتي قد تكلف العديد منهم حياتهم،إلا أن رحلات الموت لا تزال مستمرة بل وقد استفحلت في شهر رمضان الجاري، لتعود بقوة بشواطئ عنابة بعد أن شهدت هدوءا مؤقتا في الأشهر القليلة الماضية أكثر من 100 حراق مفقود خلال السنوات الأخيرة حيث امتطى البحر في الأيام القليلة المنصرمة عشرات الشباب من مختلف الولايات الشرقية على متن قوارب الموت ذات الصنع التقليدي آملين الوصول إلى سواحل جزيرة سردينا الإيطالية، ولم يمنعهم شهر رمضان من تحقيق أهدافهم التي أصبح الكثير منهم يعتبرها تحديا لبدء حياة وردية وضمان مستقبل مشرق تفتح أبوابه بشكل سحري في بلاد أوروبية، حتى وإن كان ذلك دون وثائق، فالحراقة عند عزمهم لتنفيذ هجرتهم غير الشرعية لا تجد معهم ولا وثيقة تثبت هويتهم، ما يجعلهم في الكثير من الأحيان عندما يصابون بمكروه أو تتفطن لهم قوات البحرية سواء كانت الوطنية أو التونسية وتوقيفهم ، لا يستطيعون تحديد هوياتهم إلا بتصريحاتهم، وإن ماتوا تصعب مهمة القائمين على عملية البحث ، وهذا وما حدث لحوالي 100 حراق مفقود من الولايات الشرقية خلال السنوات الأخيرة، حسب ما جاء في نص السؤال الكتابي الذي وجهه أول أمس النائب عن جبهة العدالة والتنمية محمد الصغير حماني إلى وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي تساءل عن زمن الإفراج عن الحراقة الذين اعتقلوا بسواحل بنزرت التونسية سنة 2007 و 2008، معتمدا في ذلك على المعطيات التي له من قبل عائلات الحراقة المفقودين والتي وصلتهم عن طريق جمعيات غير حكومية التي أكدت لهم أن بعض الحراقة المفقودين لا يزالون على قيد الحياة ويقبعون في السجون،وأنهم تعرضوا لأحكام نهائية سرية،إذ بعضهم تم اعتقاله بسواحل بنزرت التونسية سنة 2007 و 2008، وهو ما جعل أولياءهم يرجحون فرضية أن أبناءهم بالسجون، هذا وتضمنت رسالة النائب حماني المرسلة إلى وزير الخارجية أن المجموعة الأولى المكونة من 7 أفراد والمفقودة منذ 2007 ظهر واحد منها مقتولا على اليابسة وآثار تكبيل يديه واضحة، إذ أدخل جثته إلى أرض الوطن وتم دفنها بعنابة، وهو ما فتح العديد من التساؤلات حول إن وصل هذا الشخص إلى اليابسة يعني أن البقية لم يغرقوا هم كذلك لأنهم كانوا على متن زورق واحد، وهو ما زاد في ترجيح أوليائهم لفرضية تواجد أبنائهم في السجون، أما المجموعة الثانية والمشكلة من 43 فردا منهم 39 جزائريا وتونسيين ومغربي الذين كانوا على متن زورق إن آخر اتصال بهم كان يوم 8أكتوبر 2008، أين اتصل حراق منهم بعائلته في الوقت الذي كانت قوات البحرية التونسية تحاصرهم، وقد أعلم عائلته بذلك هاتفيا، وهو ما يعني أنهم وقتها كانوا بالمياه الإقليمية التونسية، لهذا السبب قامت عائلات الحراقة المفقودين بالاتصال بالسلطات التونسية حيث تمكنوا من تسجيل تصريحات لوكيل الجمهورية بتونس مفاده أن أبناءهم محجوزين دون تقديم تفاصيل أخرى. البحرية الوطنية تحبط هجرة أزيد من 130 حراقا في أقل من أسبوع تمكنت قوات البحرية الوطنية بعنابة نهاية الأسبوع المنصرم وبداية الأسبوع الجاري من توقيف أكثر من 130 حراقا في عمليات متفرقة، بدايتها كانت الأسبوع الماضي حيث تمكن أعوان خفر السواحل من إيقاف 90 حراقا في 24 ساعة منهم رجال ونساء وأطفال كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع ممتطين البحر باتجاه السواحل الإيطالية لكن باءت رحلتهم بالفشل بعد تفطن لهم و أن خفر السواحل الذين عملوا على محاصرتهم وتوقيفهم واقتيادهم إلى مقر الثكنة العسكرية بالميناء، رحلة أخرى أحبطت من طرف ذات القوات صباح يوم السبت من الأسبوع الجاري، إذ تم توقيف 15 مهاجرا غير شرعي على متن قارب تقليدي الصنع انطلقوا من سواحل عنابة باتجاه سردينيا، وقد تم توقيف 27 حراقا آخر صباح يوم الأحد ب 27 ميلا بحريا شمال شرق رأس الحمراء كانوا على متن قارب تقليدي الصنع ، فشلت رحلتهم بعد أن تفطن لهم أعوان خفر السواحل في حدود الساعة الثالثة من صباح يوم الأحد الماضي، أن تمت محاصرتهم وتوقيفهم وتحويلهم إلى مقر الثكنة العسكرية لاتخاذ ضدهم الإجراءات القانونية اللازمة، علما أن الحراقة 27 تتراوح أعمارهم مابين 18 و33 سنة، انطلقوا من شاطئ سيدي سالم ،ينحدرون من ولاية عنابة،وتجدر الإشارة إلى أن رحلات الحرقة قد استفحلت خلال شهر رمضان بعد هدوء مؤقت وذلك بسبب تحسن أحوال الطقس ورغبة الكثير من الشباب في الهجرة إلى الدول الأوربية دون فيزا، حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم.