شهدت مدينة عنابة على مدار الأشهر الأخيرة عملية إعادة تهيئة شاملة للأرصفة والطرقات وهي العملية التي أثارت استحسان المواطنين بعد أن أعطت وجها جديدا لوسط المدينة. خصوصا بعد أن أتبعت هذه العملية بتصفية عاصمة الولاية من مظاهر التجارة الفوضوية، غير أن العنابيين يرون بأن هذه التحركات من الضروري أن تتبعها العديد من الإجراءات الأخرى حتى تستعيد المدينة وجهها الحضاري وطابعها السياحي، وذلك من خلال تفعيل العديد من القوانين التي أصبحت مجرد حبر على ورق في السنوات الماضية، ما تسبب في جعل عنابة أشبه بالأرياف، ومن بين هذه القوانين القضاء على الركن العشوائي للسيارات من خلال تحديد الأماكن والتوقيت الذي يتم ركن السيارات فيه، على غرار قانون الركن نصف الشهري الذي نجحت شرطة المرور في تطبيقه قبل بضعة أشهر على مستوى شارع «غومبيطا» وهو ما ساهم في إعطاء سلاسة كبيرة لحركة المرور، قبل أن تعود الأمور بعدها لمجاريها، ومن بين الأشياء التي يأمل سكان عنابة اندثارها هو احتلال التجار للأرصفة من خلال عرض سلعهم عليها بالإضافة إلى رمي علب الكرتون والأكياس البلاستيكية في نهاية اليوم بطريقة عشوائية، وهو ما يشكل عبئا كبيرا لمصالح النظافة من أجل رفع هذه النفايات، حيث تنتشر هذه الظاهرة بكثرة على مستوى شارعي «ابن خلدون» (غومبيطا) و»عسلة حسين»، هذا الأخير الذي يعد المعقل الرئيسي لتجار الجملة الذين جعل منه مزبلة كبيرة بالإضافة إلى فوضى المرور التي يتسببون فيها بسبب الركن العشوائي للمركبات، خصوصا أثناء شحن أو تفريغ السلعة منها، رغم أن القانون يحدد الوقت الذي تتم فيه هذه العملية، كما أن القانون يفرض على تجار الجملة النشاط في ضواحي المدن وليس في وسطها، ومن بين المظاهر التي شوهت مدينة عنابة وجل المدن الأخرى في ولاية عنابة هي الواقيات الحديدية التي يتم وضعها فوق مداخل المحلات، وهو الأمر الذي لم نعد نشاهده في عدد من الولايات الكبرى الأخرى على غرار العاصمة ووهران. العمارات القديمة تنتظر التفاتة حتى تستعيد رونقها ومن بين الأشياء التي يتمنى سكان عنابة تحرك السلطات المحلية بخصوصها هو إعادة تهيئة العمارات القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، على غرار ما تم القيام به في قسنطينة، العاصمة ووهران، حيث أصبحت هذه العمارات تبعث الرعب في قلوب سكانها الذين يعيشون فيها وهم خائفون من إمكانية انهيارها في أي وقت، خصوصا فيما يتعلق بالسلالم التي تتواجد في حالة كارثية، حيث كانت الجهات الوصية في السنوات الماضية تكتفي بطلاء العمارات المطلة على «ساحة الثورة»، حيث يتمنى سكان المدينة أن يكون مشروع تجديد 15 عمارة قديمة المتواجدة بحي «لاكولون» والذي خصص له غلاف مالي قدره 100 مليار سنتيم، الثمرة الأولى في سبيل تجديد وجه المدينة.