يبدو أن الإجرام لا يريد مفارقة مدينة عنابة التي أصبح اسمها مقترنا بالاعتداءات المسلحة والشجارات الدامية، وهو ما تأكد أول أمس حيث اهتز حي واد الذهب (جبانة ليهود) على وقع جريمة قتل راح ضحيتها شاب في العقد الرابع من العمر. في ظهيرة يوم الخميس كانت كل الأمور تشير إلى أن الأجواء روتينية في «جبانة ليهود» وتحديدا بجوار عمارة عدل ب «سوق الليل»، خصوصا وأن حرارة الجو ساهمت في قلة حركة سكان الحي الذين اهتزوا على وقع جريمة قتل بشعة كانت نتاج شجار بين شابين في العقد من الرابع من العمر، ومن أجل الوقوف على تفاصيل هذه الحادثة تنقلت «آخر ساعة» بعد سويعات من الحادث إلى عين المكان الذي كان يعج بمصالح الأمن، حيث أكد لنا شهود عيان بأن الشجار حدث بين شاب متدين (ح) وبائع دجاج وبين (ع) يقطنان في «جبانة ليهود» كانت بينهما عداوة قديمة ودائما ما يتشاجران، إلا أن الشجار هذه المرة أخذ بعدا آخر، فحسب الشهود فإن «الملتحي» طلب من البائع التوقف عن التلفظ بالكلام الفاحش قبل أن يعتدي عليه بضربة رأس ويهرع شابان من عائلته ل «نصرته»، ومن أجل منع تطور الشجار تدخل أحد أفراد عائلة البائع من أجل فض الشجار، إلا أن «بولحية» اعتقد بأن عادل يريد الوقوف إلى جانب (ع)، حيث سل سلاح أبيض ووجه له طعنة على مستوى القلب أسقطته أرضا وسط ذهول القاتل وكل من حضر المشاجرة. القاتل أصيب بنوبة هستيرية بعد ارتكابه لفعلته ووفاته مجرد إشاعة وحسب ما أكده شهود عيان فإن القاتل دخل في حالة هستيرية بعد طعنه للضحية، حيث راح يصرخ ويقول: «لم أكن أريد قتله»، وذلك قبل أن يتم الهروب به من قبل عائلته إلى المنزل خوفا من قتله هو الآخر من قبل عائلة الضحية التي صدمها الخبر ولم تصدق ما حدث، وأكدت الجهة ذاتها بأن الجاني أصيب بحالة هبوط حاد في نسبة السكر في الدم بسبب الصدمة التي تعرض لها بعد فعته، ما جعل البعض يتداول إشاعة وفاته نتيجة ذلك، وهي الأمر الذي نفته مصادر «آخر ساعة» التي أكدت بأن (ح) بقي مختبئا في منزله إلى غاية قدوم مصالح الأمن التي قامت باعتقاله رفقة شقيقه الذي شارك في الشجار رفقة شخص آخر الذي يتواجد حاليا في حالة فرار، غير أن مصالح الأمن تمكنت من تحديد هويته. بقعة الدم غطت مساحة كبيرة من المكان الذي قتل فيه عادل أما الضحية فقد كشفت مصادرنا بأنه وبعد طعنه مشى خطوتين قبل أن يسقط على الأرض ويغرق في دماءه، حيث وافته المنية قبل وصول مصالح الحماية المدنية نظرا لخطورة الطعنة التي تعرض لها، في الوقت الذي قامت فيه هذه الأخيرة بعدها بنقله إلى مستشفى «ابن رشد» أين تم تشريح جثته من قبل الطبيب الشرعي، في الوقت الذي تطلب إزالة بقعة الدم الكثير من الجهد من سكان الحي الذي طوقته مصالح الأمن بكامله، كما قامت بأخذ جل أصحاب المحلات الذي ينشطون في المكان الذي وقعت فيه الجريمة من أجل الاستماع لأقوالهم والوقوف على أدق ملابسات الجريمة. قريبه الذي كان سببا في الشجار طلب من الأمن السماح له بحضور الجنازة وتواجدت «آخر ساعة» مساء أمس في حي «جبانة ليهود» وتحديدا في «زنقة الشومارال» الذي كان مقلوبا رأسا على عقب، حيث كان المئات من الشباب في انتظار وصول جثة عادل من مصلح حفظ الجثث بمستشفى «ابن رشد» وذلك قبل الصلاة عليه في مسجد «النور» والتوجه به نحو مقبرة «بوقنطاس» في جو جنائزي مهيب كان من بين الحضور فيه (ع) الذي كان طرفا في الشجار الذي راح ضحيته عادل الذي فارق الحياة تاركا وراءه عائلته صغيرة مكونة من طفلين، حيث كشفت مصادر «آخر ساعة» أن الشخص المذكور طلب من مصالح الأمن السماح له بحضور الجنازة قبل القدوم إلى مقر الأمن من أجل الإدلاء بشهادته والخضوع للإجراءات القانونية اللازمة. سكان «جبانة ليهود» يحملون الأمن جزءا من مسؤولية تدهور الوضع في حيهم ومن خلال الحديث الذي دار بيننا وبين عدد من سكان حي «جبانة ليهود» الذي كانوا ضمن الموكب الجنائزي لعادل، فقد حملوا مصالح الأمن جزء من المسؤولية على الانتشار الكبير للإجرام في حيهم خلال السنوات الأخيرة، حيث أكدوا بأنهم طالبوا في العديد من المرات بضرورة استحداث مقر للأمن الحضري بحيهم الذي شهد قبل بضعة أسابيع شجار بين عدد من الشباب استعملت فيه قارورات «المولوتوف»، لافتين إلى أنهم أصبحوا يخافون على أرواحهم نتيجة هذا الوضع. ثاني «بولحية» يرتكب جريمة قتل بعنابة في ظرف شهر ونظرا لأن الجاني تظهر عليه علامات التدين من خلال اللحية واللباس الديني، فإن الجريمة التي قام بها أعاد إلى الأذهان ما قام به شاب ملتحي آخر قبل حوالي الشهر عندما ذبح صديقه من الوريد إلى الوريد في مكتب العمل، حيث أن هذا الأمر خلف العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي استنكر فيها البعض مثل هذه التصرفات، في الوقت الذي أكد فيه البعض الآخر على أن المظهر الديني ليس من الضروري أن يكون دليلا على تدين الشخص أو حسن خلقه.