عقب نشر قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية الإيجارية الخاصة بحي الزفزاف، انطلقت جملة من الاحتجاجات الغاضبة و الرافضة لقائمة المحتجين و معترضة بشدة على إقصائها من الاستفادة من مسكن لائق حياة بودينار انتظروه لسنوات وسط الجرذان والمياه القذرة والكوابل الكهربائية المربوطة بشكل عشوائي مع أكواخهم الأقرب إلى أكواخ للحيوانات منها للبشر ، الذين عانوا لسنوات و استحملوا المعاناة و تعايشوا معها على أمل مجيء يوم يحصلون فيه على الاستقلال و يتنعمون بمسكن محترم، لكن تم اقصاؤهم لأسباب يرونها غير منطقية وغير واضحة ، ما جعلهم يتهمون لجان الأحياء بالتلاعب في قوائم المستفيدين.و استغرب المقصيون من السكن القاطنون بحي الزفزاف من استفادة أشخاص غرباء عن الحي أو المستجدون به ، الذين لم يمر على تواجدهم بالحي سوى أشهر أو سنوات قليلة، و استثناء أصحاب الحق ممن ولدوا في القصدير و عاشوا فيه و تزوجوا وأنجبوا فيه.وطالب المقصيون من حق السكن في الزفزاف والي سكيكدة بالتدخل شخصيا وإيقاف التلاعبات من طرف لجان الحي و النظر بعين الاهتمام للمقصيين لأنهم أصحاب الحق بدليل معاناتهم لعشرات السنوات.وفي الجهة المقابلة لم يهدأ الصراخ و مطالب التدخل بحي الماتش القصديري الذي تم ترحيل 200 عائلة منه لسكنات لائقة بحي مسيون، حيث نصب المقصيون خيما بحي الماتش رفعوا عليها الراية الوطنية معبرين عن سخط كبير جراء حرمانهم من السكن، ووجهوا غضبا شديدا تجاه لجان الأحياء التي لم تدافع عنهم مع علمها أنها مظلومون و أنهم حرموا من حقهم في الحصول على سكن لائق، و في الوقت الذي صرحت فيها الجهات المعنية أن المقصيين ثبتت عدم أحقيتهم للسكن لأسباب مختلفة، و أن الذين قاموا بالطعن وقبلت طعونهم سيكونون يوم الثلاثاء مع موعد لتسديد حقوق السكن ثم الاتجاه للمشاركة في عملية القرعة لاختيار الحي و العمارة و الطابق من باب الشفافية في توزيع السكنات.الواضح أن ترحيل ساكني الأكواخ بسكيكدة رغم أهمية و تاريخية الحدث الذي سيحول سكيكدة إلى مدينة دون قصدير، إلا أن العملية ستكون مصحوبة بالكثير من الدموع و اللوم و العتاب جراء إقصاء أشخاص يرون أنفسهم أصحاب الحق و أن لجان الحي تلاعبت بمصيرهم. كما ستكشف عمليات الترحيل أن الكثير من المستفيدين ليسوا من أبناء سكيكدة و مستجدين بالأكواخ القصديرية و بطريقة أو أخرى استطاعوا التسلل و الحصول على سكن، فيما يحرم أصحاب الحق، ما يفرض صرامة أكبر و تحريا أعمق من أجل غلق الأبواب بوجه المتلاعبين.