نظم صباح أمس 40 نقابيا يمثلون الفروع النقابية البالغ عددها 14 بالشركة الوطنية للسكك الحديدية بولاية عنابة وقفة احتجاجية للتنديد بما أسموه الممارسات التعسفية لمدير ورشات الصيانة والعتاد والتي هددوا بشن إضراب عام هذا الأحد وشل الشركة على مستوى عنابة في حال لم يحل المشكل. وليد هري حيث أكدوا وجود تجاوزات خطيرة ومتكررة من قبل مناصرية زيغود رضوان مدير ورشات الصيانة والعتاد بعنابة والمتعلقة أساسا بعدم امتثاله لقرارات الاتحاد العام للعمال الجزائريين ممثلا في الاتحادين الولائي والمحلي وذلك من خلال رفضه القرار رقم 199/18 المتضمن توقيف كل من زراد عبد الغاني الأمين العام وسعدي طارق المكلف بالتنظيم وذلك بناء على قرار من المركزية النقابية سهر الاتحاد المحلي على تنفيذيه، حيث يؤكد قرار التوقيف الذي تحوز «آخر ساعة» على نسخة منه ويعود تاريخه إلى 30 جويلية 2018 بأن القرار جاء بناء على «التجاوزات المرتكبة من طرف زراد عبد الغاني أمين عام الفرع النقابي لورشات الصيانة والعتاد للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بعنابة»، كما قرر مثوله أمام لجنة الانضباط، حيث أوضح المحتجون بأن مدير الورشات يواصل التعامل مع النقابيين المفصولين رغم وصوله محضرا جديدا يقضي بتعديل وتنصيب فرع نقابي جديد منتخب من طرف العمال تحت رقم 187 بتاريخ 16 أوت 2018 وتحجج –حسبهم- بالامتثال إلى تعليمات شفاهية أرسلت له من طرف المديرية المركزية وكذا الفيدرالية الوطنية للسككيين، حيث أكدوا أن هذا الأمر خلف جوا من الانفلات وعدم استقرار داخل الورشة وهو ما عاد بالسلب –حسبهم- على المردود والإنتاج الاعتيادي «خاصة بعد تعسفه الإداري من خلال تهديداته ووعيده لبعض إطارات وعمال الورشة المشهود لهم بالكفاءة والانضباط بالفصل المباشر من منصب عملهم» يقول النقابيون الذين كشفوا عن قيام المدير بفصل أحد العمال يوم 20 أوت (قرار الفصل تحوز عليه آخر ساعة)، وهذا ورفع النقابيين ممارسات مدير الورشات إلى المدير العام للشركة الذي طالبوه بالتدخل «السريع والحاسم» في حق المدير المذكور، وقد رفع المحتجون خلال الاحتجاج لافتات كتبوا عليها الشعارات التالية: «نرفض رهن الورشة والسيطرة على مقدراتها لأغراض شخصية، الورشة وطنية وليست ملكا لأحد»، «الفرع النقابي الجديد المنصب من طرف العمال يطالب بفتح تحقيق في التجاوزات المالية الخطيرة للأمين العام السابق على مستوى الشؤون المالية» و»التنسيقية الولائية للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تدعم استقرار الورشة وعمالها تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين من خلال الحوار». المدير الجهوي حاول الصلح بين الطرفين لكن دون جدوى هذا وقد حاول المدير الجهوي للشركة حل الإشكال من خلال عقده لجلسة صلح يوم 26 أوت الجاري بحضور الأمانة الولائية للاتحاد العام للعمال الجزائريين وكذا أعضاء التنسيقية الولائية التابعة للشركة من جهة ومدير ورشات الصيانة والعتاد من جهة أخرى، هذا من أجل طرح وفض النزاع القائم بين جميع الأطراف، وأكد النقابيون في محضر الجلسة «أنه لم يتم للأسف التوصل إلى حل يرضي الجميع نظرا لاستمرار مدير ورشات الصيانة في تعنته وتعسفه الإداري والتحجج كما هو معتاد في كل مرة بحجج واهية، ليتم بعدها رفع الجلسة من طرف المدير الجهوي بعد ما يقارب الساعتين من الأخذ والرد معه ليفترق الجميع على الحال نفسه دون أي تغيير» وذلك حسب ما جاء في المحضر. المدير أغلق الباب في وجه العمال ورفض إعطاء وجهة نظره ل «آخر ساعة» هذا وقد قام مدير ورشات الصيانة والعتاد صباح أمس بإغلاق البوابة الرئيسية لهذه الأخيرة في وجه النقابيين الذين استنكروا هذا الأمر، خصوصا وأن وقفتهم الاحتجاجية كانت سلمية، هذا ومن جهته حاولت «آخر ساعة» التقرب من المدير من أجل معرفة وجهة نظره حول الاتهامات التي وجهوها له، إلا أن رفض إدخالنا دون أن يعطي تفسيرا لذلك، حيث اكتفى بإيصال هذه الرسالة عبر أحد أعوان الأمن الذين كانوا يحرسون البوابة، ليؤكد النقابيون بعدها بأن قطاع السكك الحديدية سيشل هذا الأحد وهو ما من شأنه أن يسبب خسارة مالية كبيرة للشركة، بالإضافة إلى تعطيل مصالح العديد من الزبائن والركاب.