عرفت الجزائر أمس الجمعة الرابعة من الحراك الشعبي الذي انطلق باكرًا على عكس المسيرات السابقة التي كانت تبدأ عقب صلاة الجمعة،وتوافد آلاف المحتجين على ساحتي البريد المركزي، وموريس أودان، للتعبير عن رفضهم لتمديد عهدة بوتفليقة الرابعة، والدعوة الى تغيير شامل.ولم تختلف الأجواء في مسيرات الأمس عن غيرها,حيث عرفت تعزيزات أمنية مشدّدة ,رفع خلالها المحتجون الذي ابهروا العالم بسلميتهم للأسبوع الرابع على التوالي العديد من الشعارات المطالبة بالتغيير الشامل في رد واضح على رسالة 11 مارس، التي أعلن فيها الرئيس بوتفليقة تأجيل الانتخابات الرئاسية، إلى موعد غير محدد وعدم ترشحه لعهدة خامسة.كما ندّد المتظاهرون بالتدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية للجزائر، ورفع المحتجون شعارات "ماكرون ارحل" ودعوه إلى الاهتمام بشؤون بلاده ومشكل السترات الصفراء، بالإضافة إلى شعار "لا واشنطن لا باريس الشعب من يختار الرئيس".وتطرقت الصحافة العالمية كالعادة بالحديث عن المسيرات التي عرفتها الجزائر أمس ,حيث وصفتها بالمسيرات الأضخم والأكبر منذ انطلاق الحراك الشعبي في الجزائر يوم 22 فيفري الفارط.وتحت عنوان "الجزائر تشهد أضخم موجة تظاهرات" ,اندهشت وكالة "سبوتنيك" الروسية من ضخامة المظاهرات التي قالت أنها خرجت للأسبوع الرابع على التوالي بكل سلمية منددة بالقرارات التي أعلن عنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم 11 مارس الماضي.أما موقع سكاي نيوز عربية فسار على نفس النهج ,حيث عنون المقال الذي نشره أمس على موقع القناة الرسمي على شبكة الأنترنت :«المظاهرات في الجزائر تكبر وتتسع",حيث أكد صاحب المقال أن الجزائر عرفت مظاهرات سلمية أمس رفضا لقرارات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة. في الوقت الذي تواصل الحكومة الجزائرية تحركاتها السياسية في محاولة لتهدئة الشارع.كما أكدت وكالة "رويترز" العالمية أن احتجاجات الأمس في الجزائر تعد الأكبر منذ بدء المظاهرات شهر فيفري المنصرم ,حيث عرفت حشود كبيرة بدأت في السير انطلاقا من البريد المركزي وساحة أول ماي للمطالبة باحترام الدستور ورفض قرار تمديد العهدة الرابعة كما ركزت على اتساع رقعة الاحتجاجات داخل العاصمة بالتحاق المحتجين بأعداد كبيرة من القاطنين بالولايات المجاورة بالرغم من الطوق الأمني المشدد الذي فرض على مداخل العاصمة.ولم يختلف عنوان موقع "اورو نيوز" كثيرا عن مختلف الوكالات العالمية التي تناولت أخبار مسيرات الجزائر ساعة بساعة ,حيث عنون مقاله قائلا:«مظاهرات حاشدة في الجزائر يصعب تقديرها".ورغم اختلاف العناوين والقراءات مع اختلاف الصحف ,القنوات والموقع الإخبارية ,إلا أنها أشادت و اثنت على شيء واحد هو السلمية التي تميزت بها مسيرات الجزائريين حتى الآن,حيث نقلت مختلف الوكالات الإخبارية العالمية صور تبرز تضامن الجزائريين فيما بينهم شعبا ,شرطة وجيشا.