سجلت ولاية باتنة، خلال الشهر الاخير تراجعا ملحوظا واستقرارا في حالات الاصابة بفيروس كوفيد 19، فبعد ان شهدت الولاية ارتفاعا كبيرا لعدد الاصابات، الذي فاق بكثير الارقام المعلن عنها من طرف لجنة متابعة ورصد تفشي فيروس كورونا من جهة، وامام صعوبة التحكم في الوضع الذي خرج عن السيطرة جراء امتلاء اسرة المستشفيات عن اخرها، وتوجيه البعض الى الاستشفاء المنزلي وامتناع عشرات المصابين التوجه الى المؤسسات الاستشفائية لتلقي العلاج اللازمة والكشف عن الفيروس من جهة أخرى. غير ان الوضعية الوبائية بباتنة قد عرفت استقرارا عكسه واقع المستشفيات، التي سجل بها تراجع في عدد مصابي الوباء، منذ شهر من الزمن عكس ما كان عليه قبل ذلك، ورغم ان الفيروس لا يزال يصيب ضحاياه ويودي بحياة البعض منهم، الا ان هذا الاستقرار المسجل وقبله، جعل مواطني الولاية يمارسون حياتهم بصفة عادية غير ابهين بشروط الوقاية على غرار الاسواق والاماكن العمومية وحافلات النقل الحضري التي اغلبها لم يلتزم بالتدابير المفروضة تجنبا لانتشار الفيروس، الذي يعتقد الكثير وامام الارقام الوطنية المعلن عنها والتي تشهد هي الاخرى تراجعا مستمرا، قد ضعفت شوكته وبدأ في التلاشي، رغم تحذيرات المختصين، كون الوضع لا يزال غير متحكم فيه بعد، هذا ومن جهة أخرى فان عددا من المواطنين قد ظهرت عليهم اعراض خفيفة للفيروس اثبتت اصابتهم وتواجد الوباء باجسادهم بنسب ضئيلة جعلهم يتجولون بطلاقة دون مخاوف من نقل العدوى او تطور الوضع في حالاتهم الصحية. جدير بالذكر ان المصالح الصحية بولاية باتنة، قد سجلت منذ تفشي الوباء شهر مارس من السنة الجارية، ومنذ افتتاح واعتماد المخبرين المخصصين للكشف عن الفيروس اجراء 9318 تحليل pcr منها، 7000 تحليل بمركز مكافحة السرطان الذي خصص به ملحقة لمعهد باستور لاجراء التحاليل، هذا بالاضافة الى تسجيل اكثر من 3000 تحليل بمخبر سعد العود التابع للقطاع الخاص. في وقت فاق فيه عدد الاصابات المؤكدة ال 2000 حالة مؤكدة مخبريا او عن طريق الاشعة والسكانير، منها 1759 حالة مؤكدة تم الكشف عنها عن طريق التحاليل، شفي منها 1422 شخصا، فيما فاق عدد الوفيات ال 200 حالة وفاة، اغلبهم من كبار السن واصحاب أمراض مزمنة، كما ان بعضا منهم لم يتم تحديد اصابته بالفيروس التاجي الا بعد الوفاة، وظهور النتائج بعد عملية الدفن، هذا كما سجلت المصالح الصحية 700 تحقيق وبائي كان لها الأثر الايجابي في التحكم في الوضع ومنع تسجيل اصابات قد تدخل ولاية باتنة في وضع لا تحسد عليه، و400 بؤرة على مستوى الولاية، حيث تعد عاصمة الولاية، بريكة، مروانة وعين التوتة من المناطق الاكثر انتشارا للوباء حيث عرفت مستشفياتها امتلاء فاق طاقة استيعابها، ما جعل الاطقم الطبية توجه المرضى الى الاستشفاء المنزلي والابقاء الا على الحالات المستعصية والخطيرة خصوصا لكبار السن واصحاب الامراض المزمنة، رغم ان طاقة استيعاب المستشفيات الى 662 سرير. مع تجنيد كافة الامكانات المادية والبشرية اللازمة للتحكم في الوضع والكشف عن الفيروس منها توفير 3000 كاشف سريع على مستوى المستشفيات للطاقم الطبي .والتي عرفت في الايام الماضية نقصا فادحا جعل العنيات تتراكم بالمخابر دون الكشف عنها في وقت وجيز، قبل ان يتم توفيرها خلال الايام الاخيرة، هذا في وقت ساهمت مراكز التشخيص والتوجيه في تخفيف الضغط على المستشفيات، حيث ومنذ فتحها استقبلت 12600 حالة مشكوك في اصابتها ظهرت على اصحابها اعراض الوباء العالمي المستجد، أين تم اجراء 8819 تحليل مخبري وكذا اجراء 4636 تخطيط قلب و1387 تحليل pcrو 3568 اشعة سكانير، أما المرضى الذين تأكدت اصابتهم فقد خضع منهم 1042 مريض للعلاج بالكلوروكين، فيما تم علاج 1367 مريضا دون الاخضاع للعلاج بالكلوروكين. نظرا لحالاتهم الصحية وكذا نسبة تواجد الفيروس في اجسامهم، فيما تم توجيه 506 مريض تم توجيههم الى المستشفيات .من جهة اخرى فان عديد الجمعيات ومتطوعين يواصلون حملاتهم التحسيسية والتوعوية من الفيروس كونه لم يتم التحكم فيه بعد داعين المواطنين الى اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة دون استهتار منهم بحكم ان استقرار الاصابات لا يعني القضاء على الفيروس. هذا وبادر شباب متطوع وجمعيات ناشطة رفقة مصالح الحماية المدنية وعديد الجهات الفاعلة في عمليات تعقيم واسعة لعديد المرافق العمومية والمؤسسات التعليمية تزامنا وعودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة للمراجعة تحسبا والامتحانات الرسمية للباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط للتلاميذ الراغبين في الالتحاق للمراجعة تحضيرا للامتحانات التي تم تحديد موعد اجرائها.