جعلت الجزائر منذ ما يزيد عن عقد الماء أولوية وطنية ورهانها الأكبر بفضل الاستثمارات المعتبرة التي باشرتها في مجال التزود بالمياه ومد شبكات التوصيل عبر أكثر من 70% من البلديات على المستوى الوطني فيما بلغت نسبة شبكات المياه الصالحة للشرب 93% بينما شكلت شبكات توصيل مياه الصرف الصحي 60%. وفي ظل مشاريع التنمية الكبرى التي جسدتها الجزائر كانت الفرصة للنهوض بقطاع المياه وتطويره. حيث ضاعفت حجم السدود عبر مختلف ولايات الوطن الشيء الذي أعطى احتياطيا كبيرا في حين بلغ عدد السدود التي أنجزت ضمن برامج التنمية الكبرى التي سطرتها الجزائر حوالي 21سدا. بينما تواصلت الجهود المبذولة من أجل كسب رهانات أخرى كتحلية مياه البحر من خلال جملة المشاريع التي أنجزت في إطار النهوض بهذا القطاع الحيوي حيث وصل متوسط استفادة المواطن إلى 168 لترا. بينما تراجعت الأمراض المعدية والمتنقلة عبر المياه ب30% بين 2001 و2010. وقد جعلت الدولة الحق في الماء واقعا ملموسا حيث استفادت منطقة الجنوب من أكبر مشروع لتحويل المياه بين عين صالح وتمنراست المشروع الذي يمتد إلى حوالي 1250 ألف كلم من الأنابيب لتحويل المياه الشروب من حوالي 24 بئرا بعمق 600 متر على مستوى منطقة عين صالح التي تتوفر على عين جوفية بطاقة هائلة، وقد جاء المشروع لسد حاجيات المنطقة الصحراوية التي عانت لفترة طويلة من مشكل ندرة المياه حيث خصصت له الدولة مشروع القرن والذي من شأنه استغلال كل الموارد المائية بمنطقة عين صالح التي سجلت بها جودة المياه. بلغ في حدودها التدفق المتوسط حوالي 50لترا في الثانية. في حين بلغت عملية إنجاز هذا المشروع الضخم نسبة 90% والذي يتكون من 06 محطات للضخ ومحطة لتصفية المياه وخزانين بسعة 50ألف م3. فيما تم تحديد مليارين و75 ألف م3 سنويا من إنتاج المياه التي تخضع لمعايير مراقبة لحوالي 120 مخبرا متخصصا. فيما تم تحديد حقل ثالث بمنطقة عين صالح من أجل توسيع المشروع الضخم وتوفير تعبئة تكميلية محتملة. بكاي يسرا