رغم أن ولاية البويرة من الولايات الفلاحية التي تشتهر بعدة منتوجات فلاحية و على رأسها الزيتون إلا أن المنطقة تعرف خلال المدة الأخيرة ندرة في مادة زيت الزيتون التي التهبت أسعارها و وصلت إلى مستويات قياسية لم يسبق وان بلغتها من قبل إذ أن سعر اللتر الواحد فاق ال 500 دج بعد أن كان لا يتجاوز ال 200 دج في اقل من سنة . فالمتجول عبر المحلات التجارية و الأسواق الشعبية يلاحظ ندرة في هذه المادة التي يكثر عليها الطلب من قبل المواطنين سواء للاستهلاك اليومي أو للشفاء من بعض الأمراض التي تصيب الإنسان خاصة وان زيت الولاية يعتبر من أجود الأنواع على المستوى الوطني نظرا لنسبة الحموضة فيه التي لا تتجاوز %1 في حين نجد أن المقياس العالمي محدد ب %3 و بالتالي فإن هذه المادة فرضت نفسها ليس في السوق المحلية بل حتى في الأسواق العالمية . و قد تعددت تفسيرات المواطنين لهذا الغلاء الذي مس مادة زيت الزيتون مما أثقل كاهل العائلات في ظل اتساع رقعة الفقر و تدني القدرة الشرائية و غلاء المعيشة سيما و أن عائلات البويرة تستهلك كميات كبيرة منها تصل إلى ال 50 لترا سنويا سواء لأعداد الطعام بأنواعه خاصة الكسكس / المرق و بعض أنواع الحلويات و الأطباق الشعبية فمنهم من أرجعها إلى قلة إنتاج الولاية من هذه المادة و الذي لم يتجاوز عتبة ال 2600000 لتر في حين نجد أن هذا الإنتاج يفوق الثمانية ملايين لترا الأمر الذي تكون له أثارا ايجابية على الأسعار التي تنخفض إلى مستوى معقول و هو الحلم الوردي الذي ينتظره سكان الولاية خلال الموسم الجديد في ظل وفرة الإنتاج عبر المساحات المخصصة لأشجار الزيتون عبر عدة مناطق خاصة الشرقية منها والغربية و حتى الشمالية أما آخرون فيرون أن سبب هذا الغلاء يرجع إلى السماسرة الذين يقومون بشراء كميات كبيرة من الزيت و يكدسونها في فصل الجمع ليقوموا بفرض أسعار غالية على الزبائن الأمر الذي استاء له هؤلاء المواطنون الذين ينتظرون تدخل السلطات المعنية و ذلك بتنظيم عملية الجمع و التسويق مثلما هو الشأن لبعض المحاصيل الزراعية كالحبوب بأنواعها / البطاطا / الحليب و غيرها و ذلك للمساهمة في القضاء على التجار الطفيليين الذين لا يهمهم إلا الربح و لو على حساب معاناة المواطن الذي أثقلته المشاكل اليومية في حين يرى آخرون أن الوقت قد حان لتنظيم سوق زيت الزيتون من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة مكلفة برعاية الأشجار عبر الحقول من تلقيم و علاج بالمواد الكيماوية و توسيع المساحات الخاصة بهذا النوع من الأشجار المثمرة مع العمل على توفير وسائل النقل أثناء جمع المحصول و تكثيف الرقابة عبر المعاصر و حتى تعبئة المنتوج داخل قوارير و علب مهيأة خدمة لإنتاجنا الوطني . ع ع