نظمت جمعية الرازي للأطباء الأخصائيين للصحة العمومية يوما دراسيا حول مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي “ب” ، “ج”. اليوم الدراسي احتضنته جامعة تبسة وحضرته السلطات المحلية على رأسهم والي الولاية بالإضافة إلى عدد من الأطباء المختصين في الميدان وجراحي الأسنان فاق عددهم ال 160 طبيبا من داخل الولاية ومن مختلف ولايات الشرق. وتطرق الحضور إلى سبل وكيفية التوعية من هذا الداء الخطير والحد من تفاقمه خاصة وان طرق انتقاله مازالت تحتاج إلى الكثير من المجهودات التوعوية كما قدم الحضور إحصائيات خاصة بهذا المرض حيث بلغ عدد الحالات سنة 2008 حوالي 289 حالة لينخفض في سنة 2009 إلى 124 كما أكد منشطو اليوم الدراسي أن المرض يعرف انتشارا كبيرا في كل من تبسة، خنشلة، سوق أهراس، ومنطقة بريكة بولاية باتنة. ويعتبر الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع “ب” أخطر من “ج” فهذا الأخير قابل للعلاج والتماثل للشفاء بنسبة من 50 إلى 80 % مقابل 5 % فقط نسبة العلاج المقدرة للفيروس “ب” وفي مداخلة الدكتور نواصرية من المستشفى الجامعي بسطيف ذكر بان اكتشاف هذا الداء يعود لبداية الستينات حيث ظهر بطريقة قاتلة ومجهولة أثارت الذعر والفزع بين أوساط الشعوب، ومن ذلك الوقت تكاثفت جهود الأطباء حول العالم في إعداد الدراسات والأبحاث المخبرية لمعرفة أسبابه والإحاطة بطرق علاجه أين تم تقليص نسبة انتشاره من 1.4 مليون حالة حول العالم سنة 2001 إلى 40 ألف حالة سنة 2009كما كان التركيز بشكل كبير في هذا الملتقى على طرق الوقاية من هذا الداء ومعرفة أسباب العدوى به وكذا التعريج على طرق علاجه والصعوبات التي تعترض هذه العملية في الجزائر، حيث تعود أسباب انتشاره حسب الأطباء إلى عدم تعقيم بعض الأجهزة التي تستعمل بشكل جماعي من ذلك أدوات أطباء الأسنان وكذا أدوات الحلاقة بالإضافة إلى تعاطي المخدرات عن طريق استعمال الإبر حيث ينتشر المرض بقوة في هذه الأوساط، وكذا الاستعمال الفوضوي والجماعي لبعض الأدوات الخاصة كفرشاة الأسنان من قبل أفراد الآسرة الواحدة وكذا العلاج الفوضوي بالوسائل التقليدية مثل الحجامة في أماكن غير مناسبة للعلاج وبأدوات غير معقمة وغير مؤكدين على ان طرق انتقاله تكون عن طريق الدم. كما تطرقت بعض المداخلات إلى ضرورة اتخاذ التدابير الكفيلة والوسائل العلاجية اللازمة للوقاية ومواجهة هذا الداء الخطير الذي تنامت عوامله بصفة مخيفة، وأصبح يهدد سلامة وصحة الآلاف من المرضى في ظل نقص وضعف الإمكانيات المسخرة لمواجهته كما تشكل الأعباء والتكاليف الباهظة احد العوائق في التكفل الملائم بالمصاب، حيث أن كلفة مريض واحد تصل إلى 160 مليون سنتيم، الى جانب نقص المخابر المختصة في التحاليل عبر ولايات الوطن، ما عدا مخبري معهد باستورواحد الخواص بعنابة اللذين يعتمدان في تحليلهما على تقنيات –إيليزا- التي أثبتت التحاليل فعاليته لاكتشاف المرض مبكرا بكلفة مالية باهظة مما جعل تكاليفه ليست في متناول الجميع. ويبقى الحذر والوقاية العلاج الصحيح لهذا الوباء الخطير.