رغم مرور شهر كامل عن بداية موسم الإصطياف إلا أنه لاشيئ يوحي بأن عاصمة الكورنيش جيجل تعيش هذا الحدث حيث لاتزال شواطئ الولاية (18) خاوية على عروشها من أقصاها الى أقصاها وذلك في منظر يخيل لمن يشاهده بأن عروس البحر تعيش في فصل آخر غير فصل الصيف ويكفي أن ينطلق المرء في جولة عبر الشواطئ الجيجلية المعروفة باستقطابها لعشرات الآلاف من المصطافين كل صائفة وإلقاء نظرة خاطفة عليها ليتأكد بأن موسم الإصطياف لهذا الموسم يظل مؤجلا إلى اشعار آخر وأن توقعات البعض بأن يكون هذا الأخير الأسوأ خلال العشرية الأخيرة لم تجانب الصواب بدليل الشواطئ الخاوية على عروشها إلا من بعض الأطفال الصغار الذين قدموا من هنا وهناك وكذا جحافل العمال المكلفين بتنقية هذه الشواطئ ونزع الفضلات التي ترمي بها أمواج البحر ،وحتى أصحاب المحلات والمرافق الخدماتية المترامية على ضفاف الشواطئ الجيجلية الذين اعتادوا الإستعداد بشكل مبكر لإستقبال ضيوفهم من خلال اعادة فتح محلاتهم وتهيئتها داخليا وخارجيا لتكون في مستوى مايطمح اليه المصطافون تأخروا بدورهم هذا العام في القيام بهذه العملية إلى درجة أن أغلب هذه المحلات لاتزال مغلقة وكأن أصحابها لم يشعروا بحلول فصل الصيف وهي الصورة التي تعكس الى حد بعيد حجم المتاعب التي يواجهها موسم الإصطياف لهذا العام بجيجل والذي لايكاد يشعر به أحد في هذه الولاية على الأقل إلى حد الآن والأكيد أن أسبابا كثيرة تقف وراء التأخر الملحوظ في الإنطلاقة الفعلية لموسم الإصطياف بعاصمة الكورنيش ومن ذلك الأجواء المناخية الباردة التي تشهدها الولاية والتي لاتختلف كثيرا عن تلك التي تسجل عادة في فصلي الربيع والخريف إلى درجة أن الكثيرين من سكان هذه الولاية عادوا ليستعينوا بالملابس الشتوية خاصة في الفترة المسائية التي تنزل فيها درجات الحرارة أحيانا إلى ما دون العشر درجات ولو أن الظروف المناخية وان كانت السبب الرئيسي في التأخر المذكور لايمكن أن اعتبارها السبب الوحيد الذي يقف وراء هذا الوضع الشاد طالما أنه ثمة عوامل أخرى لايمكن اغفالها و قد تكون بصيغة أو بأخرى وراء هذا التأخر من ذلك الحصار الذي تعرفه الولاية (18) سيما من الناحية الغربية وذلك بعد غلق الطريق الوطني رقم (43) الرابط بين جيجلوبجاية بسبب الأشغال الجارية على مستوى هذا الأخير وهو الغلق الذي سبب متاعب جمة لزوار الولاية سيما المنحدرين منهم من الولايات الوسطى بل وكان وراء نفور هؤلاء خاصة وأن المحول الذي تم فتحه على مستوى أعالي بلدية ملبو التابعة لولاية بجاية لايفي بالغرض بالنظر الى تضاريسه الجبلية الوعرة وهو مايفسر لجوء أغلبية المتوجهين إلى جيجل أو حتى الخارجين منها الى طريق سطيف رغم مايسببه هذا الطريق بدوره من متاعب لمستعمليه بالنظر الى الإكتظاظ اليومي الذي يشهده ناهيك عن طول مسافته قياسا بالطريق الوطني رقم 43)