فقدت مدينة عنابة بحر الأسبوع الجاري أحد أبطالها الذين عايشوا ثورة التحرير المجيدة المجاهد عبد الحميد وطار عن عمر ناهز ال 77 سنة أب ل 4 أبناء والذي شيعت جنازته السبت الفارط بمقبرة زغوان بمدينة عنابة في جو مهيب بحضور أقاربه والسلطات الولائية ورفقاء السلاح وجمع غفير من المواطنين الذين حضروا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد الذي عرف بشجاعته ومواقفه البطولية إبان حرب التحرير المجيدة والذي ساهم كغيره من رفقاء دربه في استرجاع سيادة الجزائر. المجاهد عبد الحميد وطار هو الأخ الأكبر للأديب والكاتب الجزائري الطاهر وطار ولد بتاريخ 14 أوت 1932 بقرية عين الصنب بسدراتة ولاية سوق أهراس من عائلة ثورية فوالده كان مجاهدا أين ظل يعمل بلا هوادة ففي كل مرة كان يبحث فيها الإستعمار عن عبد الحميد كان البديل والده وأخوه الأصغر رشيد الذين لقيا نصيبهما من التعذيب للوصول إلى ما كان المجاهد عبد الحميد الذي التحق بإخوانه الثوار بالجبل لكن مقابل ذلك دفعت عائلته الثمن حيث طردت من منزلها ليسكن مكانها القومية. وبعد اندلاع ثورة نوفمبر 1954 انخرط عبد الحميد في صفوف الثورة التحريرية حيث عرف ببسالته وشجاعته في مجابهة رصاص العدو، وفي العشرين من شهر أوت 1956 عقد مؤتمر وطني في وادي الصومام أين تمت ترقيته إلى رتبة ضابط وأسندت إليه رسميا مهمة التنسيق بين المجاهدين في الناحية العسكرية الأولى في الوقت الذي كانت فيه زوجته السيدة نعيمة قبل أن تلتقى به تعمل هي الأخرى كمساعدة للمجاهدين تمدهم بالمعلومات وتساعدهم على تسوية وثائقهم الإدارية كونها تشغل منصب موظفة حكومية وذلك لتسهيل عملية تنقل المجاهدين إلى غاية إكتشاف أمرها من قبل الجيش الفرنسي الذي قبض عليها وزج بها في السجن أين ذافت العذاب على يد جنود المستعمر وبعد أن تحصلت الجزائر على استقلالها في 5 جويلية 1962 تقلد عبد الحميد رتبة ضابط في الجيش الوطني الشعبي وفي سنة 1972 ارتقى إلى رتبة رائد في الجيش وبقي يتنقل من مكان إلى آخر من في كل من عين مليلة، البليدة، ورقلة، المنيعة إلى أن انتهى به المطاف بمدينة عنابة أين استقر بها رفقة زوجته وأبنائه إلى غاية إحالته على التقاعد سنة 1976 ليتحول بعدها إلى رجل أعمال أين اختار مجال الصيد البحري إلى أن وافته المنية يوم 09 جانفي 2010. معيزي جميلة