تشهد بعض العمارات ببلديات ولاية سو ق أهراس ورغم أن الكثير منها أحياء جديدة لكنها تظهر وكأنها قد مر على إنشائها سنين وأعوام من الزمن جراء مظاهر الاهتراء والتدهور واللامبالاة التي تظل مع الأسف السمة التي تطبع من خلالها اللون الباهت والشاحب لواجهات العمارات التي تلاشى كليا طلاؤها ،لدرجة بروز قضبان الخرسانة الحديدية جراء عدم خضوعها لعمليات الصيانة والتهيئة علاوة على تدهور السلالم التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار في أية لحظة غير أن ما يلفت انتباه أي زائر لهذه الأحياء ،الانتشار الملفت للاوساخ والقمامات التي تكتسح كل أرجاء وزوايا السكنات التي تحولت حقيقة إلى مزابل ومفرغات عشوائية باتت تستقطب إليها الحيوانات المتشردة والضالة التي اعتبرها نزلاء العمارات خطرا يهدد حياة ذويهم وأطفالهم خاصة المتمدرسين الذين يضطرون للاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى مدارسهم كما بات تحول عدة أقبية إلى مستنقعات من المياه العكرة الراكدة منذ عشرات السنين لتصبح احد السموم القاتلة التي يتجرعها السكان نتاج الروائح الكريهة الحابسة للأنفاس والتي يقول السكان إنها قد كدرت من صفو يومياتهم وحرمت عليهم التمتع بلذة الإفطار خلال الشهر الفضيل،وفي كل أيام السنة. وفي لقاء جمع" آخر ساعة" بممثلين عن بعض الأحياء هنا وهناك، "ذكروا أن العيب فينا" ،لأن مصالح النظافة التابعة للبلديات تقوم بواجبها على أحسن وجه ،لكن سكان العمارات هم السبب في تدهور الأوضاع وتعقيدها جراء عدم احترام العائلات التي تشغل الطوابق العليا لحرمة الجيرة التي ضربت بها على حد قولهم بعرض الحائط كما لا تكترث إطلاقا بمقتضيات الضرورة الصحية ولا البيئية، مذكرين في السياق ذاته أن الكثيرات من ربات البيوت تعمدن عن قصد إلى رمي وإلقاء الفضلات المنزلية على شرفات من يقطنون أسفل كما ساهم هذا العمل غير المتحضر والمشين في تبعثر الأوساخ بفناء الحي في مشهد مقرف تشمئز منه النفوس وبذلك انبعاث روائح كريهة، تسد الأنفاس الأمر الذي دفع بربات البيوت إلى سد منافذ التهوية في عز أيام الحر الشديد حتى لا تتسلل روائح العفن المقرفة إلى بيوتهم وغرفهم فتحرمهم من النوم في سلام على حد تعبيرهن. لزهر .ل