و عد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مساء الخميس في خطاب للشعب بإصلاحات ديمقراطية وإرساء الحريات العامة، مؤكدا أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ودعا في الوقت نفسه إلى وقف إطلاق النار على المحتجين، في محاولة لوقف الاضطرابات التي تشهدها تونس منذ شهر. وجاء خطاب بن علي الذي بثه التلفزيون الرسمي واستقبلته المعارضة بترحيب حذر بعد توسع الاحتجاجات إلى مختلف مناطق البلاد التي بدأت تتجه نحو فوضى عارمة مع سقوط مزيد من القتلى برصاص الشرطة في عدد من المدن بما فيها تونس العاصمة. وقال الرئيس التونسي -الذي استخدم في أحيان كثيرة اللهجة المحلية- إنه فهم مطالب المحتجين الاجتماعية منها والسياسية, وقد أمر وزير الداخلية الجديد أحمد فريعة بأن تكف قوات الأمن عن إطلاق الرصاص الحي على المواطنين إلا في حالات قصوى, وتحديدا عند تعرض أعوان الأمن لمحاولة افتكاك سلاحهم. وأشار بن علي إلى أنه أعطى تعليمات حتى يتم التفريق بين ما سماها العصابات و"مجموعات المنحرفين" وبين الناس العاديين.وفي هذا الخطاب -وهو الثالث له منذ اندلاع الاحتجاجات- تعهد بن علي بعدم تعديل الدستور مرة أخرى, وبالتالي عدم الترشح لولاية سادسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2014. وقال إنه يشكر الذين دعوه إلى الترشح لكنه يرفض ذلك, مؤكدا أنه سيصون الدستور الذي ينص على أنه لا يحق لشخص تجاوز سن الخامسة والسبعين الترشح للرئاسة.ويبلغ الرئيس التونسي -الذي يرأس أيضا حزب التجمع الدستوري الحاكم- من العمر حاليا 74 عاما.وقال بن علي الذي كان دعا إلى ندوة وطنية الشهر المقبل، إن بعض مستشاريه ومعاونيه نقلوا إليه معلومات مضللة حجبت عنه كثيرا من الحقائق.وأضاف أنه ينبغي خلال الفترة الباقية من ولايته الحالية تحقيق وفاق مدني حقيقي يشمل كل الأحزاب والمنظمات الوطنية.وقال في هذا الإطار إنه قرر توسيع المشاركة السياسية أمام جميع مكونات المجتمع المدني بهدف تعزيز الديمقراطية, وإعطاء الحرية الكاملة للإعلام بكل وسائله, والتوقف عن فرض الرقابة على الإنترنت. وتشمل وعود الإصلاح التي أطلقها الرئيس التونسي مراجعة قانوني الانتخابات والصحافة، وأن تتولى لجنة مستقلة التحقيق في ممارسات الفساد على ألا يستثني التحقيق أحدا, فضلا عن التحقيق في عمليات القتل التي استهدفت محتجين. وفي محاولة ترمي أيضا إلى احتواء الغضب الشعبي, أعلن بن علي أن حكومته ستخفض أسعار مواد أساسية مثل السكر والحليب والخبز