لتسقط بذلك مواويل الوزارة الوصية ومن ورائها مديرية التربية التي تعهدت بتحقيق المساواة بين تلاميذ المناطق الحضرية ونظرائهم المتواجدين بالمناطق النائية .واذا كان بعض الأولياء قد منعوا أبناءهم أول أمس الأحد من الإلتحاق بمدارسهم على مستوى المناطق التي غطتها الثلوج وذلك لعلمهم المسبق بما ينتظرهم على مستوى هذه المدارس وهو ماأشارت له “آخر ساعة” في عدد سابق فان عشرات التلاميذ الذين التحقوا بمقاعد الدراسة على مستوى بعض المناطق النائية وجدوا أنفسهم في مواجهة الحقيقة المرة لهذه المدارس التي تحوّلت الى أقفاص باردة بفعل عدم توفرها على أنظمة للتدفئة وهو مايفسر لجوء بعض المعلمين الى اشعال النار في بعض زوايا الأقسام معتمدين في ذلك على مادتي المازوت والحطب وهذا من أجل تدفئة أيدي وأرجل التلاميذ الذين كانوا يرتجفون من شدة البرد بل أن بعضهم كانوا يبكون بأعلى صوتهم على حد تعبير معلم فضل عدم ذكر هويته وذلك من شدة البرد الذي ألم بهم وهو مادفع بمعلميهم الى السماح لهم بالعودة الى منازلهم وسط أكوام الثلوج التي تجاوز سمكها في بعض المناطق الجبلية بالولاية (18) الأربعين سنتمترا .وجاءت موجة الثلوج الأخيرة لتفضح السياسة العرجاء التي يتبعها القائمون على قطاع التربية بعاصمة الكورنيش جيجل سيما في مجال النهوض بالمدارس المتواجدة بالمناطق النائية بدليل أن تلاميذ هذه المدارس لازالوا يدرسون في ظروف يمكن وصفها بالجحيم الذي لايقوى على مجاراته حتى الكبار فما بالك بأطفال تتراوح أعمارهم مابين (6و11) سنة وهنا يطرح السؤال عن مصير الأموال التي رصدت لتزويد هذه المدارس بأنظمة التدفئة الحديثة وكذا تلك التي رصدت لترميم هذه المدارس وتجنيب أطفالها قطرات المطر التي تتسرب من الأسقف والجدران الآيلة للسقوط ، ولعل السؤال الآخر الذي يطرح نفسه بشدة هو مامحل الإصلاحات التي تتحدث عنها وزارة بن بوزيد من الإعراب في ظل هذه الظروف التي وصفها بعض المعلمين الذين كانت لهم شجاعة الحديث بالكارثية كيف لا وهي التي كانت وراء اصابة العديد من التلاميذ بنزلات برد حادة منذ دخول فصل الشتاء الجاري بل أوصلت بعضهم الى حد مطالبة أوليائهم بعدم العودة الى هذه المدارس الباردة التي بات اسمها مرادفا بالنسبة لهؤلاء الأطفال لكل مايرمز للعذاب والمعاناة . م.مسعود