أمرت وزارة التربية، أمس، مديري المؤسسات التربوية بعدم مغادرة أماكنهم أثناء فترة الدوام، تحسبا لأي طارئ، وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين سجلات التلاميذ وإبعادها عن أي محاولة إتلاف من قبل المشاركين في أحداث العنف. وفي المقابل استنكر اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، بمعية نقابات القطاع، محاولات توريط التلاميذ وتحريضهم على ركوب موجة الاحتجاجات. علمت ''الخبر'' من مصادر مطلعة أن مسؤولي المؤسسات التربوية تلقوا تعليمات شفوية من مديري التربية في مختلف مناطق الوطن تدعوهم فيها إلى البقاء في مؤسساتهم، حرصا على السير العادي للدروس والحفاظ على سلامة المتمدرسين. وهو الإجراء الذي بادر إليه عدد كبير من المديرين من تلقاء أنفسهم، بحيث ظلوا طيلة ليلة أول أمس على مستوى المؤسسات التي يشرفون على تسييرها، وتصدوا لمحاولات التخريب والحرق التي كانت ستطال عددا من المدارس، لكنهم دعوا السلطات إلى تأمين حراسة من عناصر الشرطة أو أعوان أمن عاديين على المدارس المتواجدة في المناطق ''الساخنة'' اجتنابا لمزيد من الخسائر في المنشآت والهياكل. ومن جانبه، أكد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، أن الاتحاد، بالتنسيق مع مديري المؤسسات التربوية، قرروا إقحام الأولياء سيما الآباء في حماية المؤسسات التي يدرس فيها أبناؤهم، تطوعا أثناء فترة النهار. ووجه المتحدث، إلى جانب نقابات قطاع التربية، نداء عاجلا إلى أولياء التلاميذ لتوعية أبنائهم بخطورة الوضع ولعدم الخضوع لمساعي استدراجهم في موجة العنف والشغب باسم مطالب بيداغوجية يمكن مناقشتها في وقت لاحق. وهو نفس الموقف الذي تبنته النقابات، حيث نددت بمحاولات دفع التلاميذ إلى الخروج إلى الشارع، مثلما سجل أمس في ولايات البويرة وبجاية وعنابة والعاصمة تحت غطاء تخفيف البرامج والمناهج. وقد التحق العديد من التلاميذ، أمس، بمقاعد الدراسة في أجواء من القلق، واضطر آخرون للعودة إلى منازلهم في وقت مبكر بعدد من المناطق، خوفا من التعرض لإصابات جراء الرشق بالحجارة من قبل المشاغبين، كما سجل العديد من الغيابات لذات الأسباب. وإجمالا شهدت المؤسسات التربوية المتضررة من أعمال الشغب في بعض ولايات الوطن ''استئنافا عاديا'' للدروس، حسب وزارة التربية التي أشارت، في حصيلة جديدة لوضعية هياكل القطاع، بأن ''45 مؤسسة منها 21 ثانوية من مجموع 1900 و20 إكمالية من بين 5000 مؤسسة و4 مدارس ابتدائية من بين 18000 مؤسسة، تضررت من أعمال الشغب التي مست مدنا ومناطق من الوطن''. وأضاف بيان الوزارة أن الأولياء بولاية بجاية لم يرسلوا أبناءهم إلى مؤسستين تربويتين، واحدة بدرقينة والأخرى بخراطة. وأشادت بحركة المواطنة الواسعة ''من أجل حماية المؤسسات التربوية من أعمال الشغب.