حركة غير عادية تشهدها مختلف الأحياء والشوارع بعنابة، حيث انتعشت تجارة بيع التذاكر الخاصة بمباراة المنتخب الوطني مع نظيره المغربي، المزمع إجراؤها يوم غد الأحد وسيطرت السوق السوداء على زمام الأمور، باعتبار أنه وبغض النظر عن التذاكر التي بيعت في الأكشاك والتي نفدت فور عرضها للبيع، فتح المجال أمام من يحبذون الاصطياد في المياه العكرة لتنفيذ مأربهم من خلال المتاجرة في التذاكر وتحقيق أرباح مضاعفة. وخير دليل على ذلك، أن سعر التذكرة التي تباع في الشبابيك ب 200 دينار أصبح ب 2500 دج في السوق السوداء والبيع ب «التشناف»، مادام العرض قليلا والطلب كبيرا. ومما لا شك فيه، أن الأسعار ستلتهب أكثر اليوم مادام المسؤولون على عملية بيع التذاكر أكدوا أنها نفذت تماما من الأكشاك. البزناسة اغتنموا الفرصة للربح السريع وبما أن مثل هذه المناسبات لا تتكرر إلا نادرا، فإن بارونات السوق السوداء استغلوا هذه الوضعية للاسترزاق، بما أن الربح مضمون، والملاحظ أنه وبالرغم من غلاء التذاكر في السوق السوداء، إلا أن الإقبال كبير والذي يتأخر قد لا يتسنى له متابعة المباراة من المدرجات حيث دخل مدينة عنابة نهاية الأسبوع آلاف الأنصار قادمين من مختلف الولايات وسبيلهم الوحيد هو شراء التذاكر من السوق الموازية. الشاري أكثر من البائع والأسعار حسب الكمية التي تشترى مما لا شك فيه، أن عدد التذاكر المطروحة للبيع ومنها الموجودة في السوق السوداء، لا يكفي لعدد الأنصار الكبير الذين يرغبون في مشاهدة المباراة، مما جعل من ساعفهم الحظ في إقتناء كمية من التذاكر يتصرفون فيها مثلما يشاءون، مما يعني أن المناصر الذي لا يملك دخلا كبيرا ليس بإمكانه في أي حال من الأحوال اقتناء تذكرة، ومن المفارقات التي وقفنا عليها خلال خرجتنا الميدانية، أن هناك اتفاقا بين الباعة على توحيد السعر مما يدل أن هناك تنسيقا بينهم واتفاقا مسبقا، بالمقابل، اهتدينا إلى أن الطريقة المنتهجة في بيع التذاكر في السوق السوداء تحكمها بعض الضوابط؛ أهمها أن البائع بإمكانه تخفيض السعر، ولكن إذا كان المشتري ينوي شراء كمية كبيرة، حيث أكد لنا أحد الباعة أنه مستعد لبيعنا 10 تذاكر بمبلغ 1500 دج للتذكرة الواحدة. أما من يرغب في شراء تذكرة واحدة، فما عليه إلا الدفع بالثمن المطلوب، لأنه لا مجال مطلقا للتفاوض، في ظل الإقبال الكبير من طرف الأنصار وحرصهم على الحصول على تذكرة تسمح لهم بمشاهدة رفقاء زياني ومساندتهم من على المدرجات. تخوف كبير من التذاكر ال»مسكانيا» أول ما يسأل عليه المناصر الذي يقدم على شراء تذكرة من السوق السوداء، هو إذا كانت أصلية أو منسوخة«مسكانيا»، والأكيد أن الرد من طرف البائع يكون دائما بالإيجاب لضمان بيع أكبر قدر، ولكن من خلال خرجتنا الميدانية، وقفنا على بعض الحقائق، هو أنه هناك تذاكر مغشوشة تم نسخها وتباع بأقل ثمن، 1000 دينار للتذكرة، ويصعب على العين المجردة التفرقة بين التذاكر المغشوشة والأصلية، والأكيد أن لجنة التنظيم ستواجه مشاكل بهذا الخصوص خلال توافد الجماهير يوم غد. إسلام.ف