حيث قضت على أغلب الحقول لتتغير بذلك الموازين التي كانت تتنبأ بإنتاج وافر للموسم الجاري خاصة بالمنطقة الفلاحية مداوروش التابعة إداريا لولاية سوق أهراس وعين عبيد التابعة لولاية قالمة. وحسب ما أكده فلاحون ل«آخر ساعة” التي تنقلت إلى المناطق المذكورة سالفا، فقد أجلت الأمطار الغزيرة عملية الحصاد الموسمي الذي انطلق منذ حوالي أسبوع، حيث أدت إلى ليونة السنابل الامر الذي يؤثر بشكل مباشر على نوعية المحاصيل ويهدد بإصابتها بأمراض طفيلية فتاكة كالإشتوداج ، من جهة أخرى شهدت عدة مناطق تهاطل حبات البرد، التي أتلفت محاصيل القمح الواعدة بمناطق زراعية بمداوروش، وخاصة الأراضي الواقعة بتيفاش والدريعة، وحتى عين حجر، والتي تختص بزراعة الحبوب، الأمر الذي أثار دهشة المزارعين الذي كانوا ينتظرون إنتاجا وفيرا في زراعة القمح حيث وصل طول الفرع فيها إلى المتر والنصف وفي كل فرع 8 سنابل وفي كل سنبلة 15صف، وتعدى في بعض الأحيان حجم حبة القمح ال10ملم ، وكان من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 10 أطنان كاملة في كل هكتار، لكن الأمطار الأخيرة خيبت آمالهم بعد أن أتلفت “الحجارة” آلاف الهكتارات بهذه المناطق الزراعية الواعدة. وحسب ما كشفه أحد الفلاحين بمداوروش فقد أتلفت حبات البرد نصف محاصيله، التي زرعها على مساحة 75 هكتار، ما سيؤثر مباشرة على مبيعاته هذه السنة، وأضاف أن أكبر عدو في زراعة القمح هو تهاطل حبات البرد التي تتلف بشكل نهائي النباتات، عكس الأمطار التي يمكن تدارك خسائرها بأدوية وأسمدة خاصة للقضاء على الطفيليات. وينتظر الفلاحون حاليا استقرار الأحوال الجوية للانطلاق في عملية حصد القمح والشعير، قبل أن يتلف المحصول كليا نتيجة للظروف الجوية السيئة، حيث يصبح القمح جاهزًا للحصاد عندما لا تتعدى نسبة الرطوبة فيه %14 من وزن الحبوب. وكانت توقعات إنتاج الحبوب بمختلف أنواعها بولاية قالمة خلال الموسم الفلاحي الجاري تتجاوز عتبة 2 مليون قنطار مقابل حوالي 1 مليون و 890 ألف قنطار الموسم الماضي حسب ما أفادت به مديرية المصالح الفلاحية. وكانت تتجه المؤشرات الميدانية المسجلة من طرف التقنيين بالولاية إلى أن إنتاج الحبوب سيتجاوز هذا الموسم الهدف المسطر وفق عقد النجاعة للموسم الحالي والمحدد ب 1 مليون و700 ألف قنطار من الحبوب بجميع أصنافها. من جهة أخرى فإن الحكومة قررت رفع مخزون مطاحن القمح بنسبة تتراوح ما بين 50 و 60 بالمائة لتلبية ارتفاع الطلب في سوقها الداخلي بسبب تهريب كميات كبيرة منه إلى تونس وليبيا. طالب فيصل