واصلت الحرائق المهولة التي تضرب عددا من مناطق عاصمة الكورنيش جيجل تقدمها باتجاه المناطق المأهولة وذلك وسط غياب كلي لفرق الإطفاء التي اكتفت بمراقبة هذه الحرائق عن بعد بعدما فشلت في محاصرتها والتقليل من مخاطرها التي باتت تهدد بعض التجمعات السكانية بالإبادة خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت أرقاما قياسية خلال عطلة نهاية الأسبوع . ورغم تطمينات مصالح الغابات بخصوص بعد الحرائق التي جدت نهاية الأسبوع على مستوى مناطق عدة من ولاية جيجل وخاصة على مستوى السلسلة الجبلية الفاصلة بين بلديات الجمعة بني حبيبي ، برج الطهر والشقفة على المناطق السكنية الا أن الواقع أثبت غير ذلك حيث واصلت النيران تقدمها باتجاه أكثر من موقع سكني على مستوى المناطق المذكورة مما أدخل الرعب في نفوس سكان هذه المناطق الذين شرع الكثير منهم في حزم أمتعتهم استعدادا للرحيل ومن ثمة تفادي سيناريو الصائفة الماضية أين تسببت النيران في الحاق أضرار فادحة بالعشرات من الفلاحين بل وكادت أن تتسبب حتى في خسائر بشرية جراء محاصرتها للعشرات من المداشر والقرى الجبلية . وقد أبانت وحدات الإطفاء التي أنشئت خصيصا لمكافحة الحرائق الموسمية بعاصمة الكورنيش عن عجز كبير في مجابهة الحرائق التي اندلعت منذ يوم الثلاثاء الماضي وظلت مستمرة الى غاية أمس الجمعة على مستوى الشريط الغابي للولاية (18) حيث اكتفت هذه الأخيرة بمراقبة الوضع من بعيد والتمركز ببعض المناطق البعيدة عن موقع الحرائق متأثرة بضعف العدة والعتاد المتوفر بحوزتها وهو مايفسر توسع نطاق الحرائق وامتدادها الى مناطق أخرى وسط ذهول وحيرة سكان المناطق القريبة من موقع الحرائق والذين لم يجدوا من سبيل للتخفيف عن أنفسهم سوى باطلاق نداء استغاثة الى السلطات الولائية من أجل التدخل لوضع حد لهذه الحرائق وتخليص السكان من تبعاتها المدمرة التي حولت حياة سكان عدد كبير من الأرياف الى جحيم ليس بفعل الخطر الداهم لهذه الحرائق وانما بفعل موجة الحرارة التي تسببت فيها والتي جعلت الأجواء لاتطاق بالمناطق التي تحاصرها هذه النيران خاصة وأن الأمر تزامن مع شهر الرحمة والغفران .