عاشت أمس اغلب محطات الوقود عبر الوطن أزمة بنزين حادة على مستوى أغلب نقاط بيع هذه المادة الحيوية ترجمتها عشرات الطوابير من السيارات على مستوى أغلب محطات شحن الوقود امس بسبب تأخر وصول شاحنات الضخ التابعة لمؤسسة نفطال في مقابل تهديد أصحاب محطات الوقود بالإضراب . اضطر أغلب المواطنين عشية أول أمس للانتظار طويلا ببعض محطات بيع البنزين، على خلفية الأزمة غير المعتادة التي شهدتها مختلف المحطات ببعض المناطق، والولايات وبحسب رأي العديد من أصحاب المحطات الذين اصطدموا من التدفق الهائل لعدد كبير من السيارات فإن السبب الرئيسي في نشوب هذه الأزمة المفاجئة إنما مرده إلى التذبذب الذي صار يميز نشاط توزيع مؤسسة نفطال، حيث عادة ما تتأخر الشاحنات التابعة لها عن القيام بعملية التوزيع في الموعد المحدد ما يزيد من تفاقم هذه الأزمة ويعقد نشاط بيع مادة البنزين على مستوى أغلب المحطات المنتشرة عبر نقاط البيع .من جهة أخرى هدد امس عدد من المستثمرين الخواص والموزعين الأحرار بالإضراب حيث قرروا رفع لائحة المطالب إلى الفدرالية الوطنية لأصحاب محطات نفطال من اجل دراستها واخذ ما جاء فيها ضمن أولويات الاجتماع الذي تم عقده والذي سيتقرر من خلاله وضع آليات جديدة فيما يتعلق بهامش الربح إضافة إلى انخفاض في معدل تزويد المحطات بالوقود والذي يقدر ب10 آلاف لتر يوميا، غير أن قرار السلطات لا تسمح بتزويد المحطات ب6 آلاف لتر فقط يوميا وأمام هذه الوضعية، وجه المعنيون مطلبهم إلى السلطات من اجل اتخاذ كافة الإجراءات التي سترفع من الحد الأدنى لكميات البنزين التي يتزودون بها يوميا وفي هذا السياق، أكد المستثمرون الخواص في حديثهم لآخر ساعة أن هامش الربح المطبق لم يتم رفعه منذ سنة 2005 والمحدد ب25, 1 دينار بالنسبة للمازوت 1.5 دينار بالنسبة للبنزين، وهو هامش ضئيل في وقت أن الدراسات التي أجريت في تلك السنة أثبتت أن الهامش لا يقل عن 50 ,2 دينار. وهو المطلب الذي أكدت بشأنه السلطات المعنية حينها أنه سيتم رفعه على مراحل لكن دون جدوى.من جهة أخرى ازدادت طلبات الحصول على مادة المازوت خلال اليومين الأخيرين حسب ما صرح به احد أصحاب المحطات لآخر ساعة بسبب رواج إشاعات الزيادة في الأسعار في الأيام المقبلة حيث يؤكد هذا الأخير أنّه ‘'لا أزمة في توفير المازوت، أما المشكلة فتكمن في الطلب الكبير عليه''. وتحول نقص كميات المازوت المتوفرة في محطات الوقود إلى أزمة مع تراجع الكمية المسلمة إلى المحطات، إلى أقل من 20 بالمائة من الكميات المطلوبة. وأدى انقطاع المادة منذ يوم الأربعاء الماضي إلى تخوفات كبيرة وهاجس بات يؤرق السائقين خاصة العربات نقل المسافرين والقطارات التي لا تستغني عن المادة. فيما تشير مصادر من الدرك الوطني أن سبب الأزمة قد يعود إلى الكميات الكبيرة المهربة من المازوت إلى الدول المجاورة خاصة إلى تونس وعبر الشريط الحدودي .