وكشفت مصادر إن سبب الندرة يعود إلى أشغال الصيانة التي خضع لها المصنع بسكيكدة منذ 7 أشهر وقرار مؤسسة ‘'نفطال'' القاضي بتقليص الكمية على مستوى محطات الوقود. ففي مختلف ولايات الشرق تسبب نقص مادة زيت السيارات على مستوى محطات توزيع الوقود، في أزمة حادة، جراء قرار شركة نفطال وإستراتيجيتها التجارية الجديدة المتمثلة في تقليص الكميات المسلمة إلى أصحاب محطات بيع الوقود، واغتنم تجار موازيون هذه الندرة الحادة في تموين محطات البنزين بمادة زيوت السيارات ليقوموا بتسويق زيت مغشوش غير مطابق للمعايير المعمول بها، ويلحق أضرارا معتبرة بمحركات السيارات.وكشف ل''آخر ساعة''مسير إحدى محطات توزيع الوقود بعنابة، أن محطته لا توفر هذه المادة بشكل لائق وأظهرت فاتورات الشراء أن المؤسسة الوطنية تزود هذه المحطة بكميات قليلة حيث اشترى صاحب المحطة سوى 8 دلاء ل5 لتر من النوع الرفيع المستعمل من طرف أغلبية سيارات المازوت والبنزين، كما كشف صاحب المحطة أن هذه الكمية تنفذ في 3 أو 4 أيام على الأكثر ويلجأ في كل مرة الى اعادة طلب الزيوت من المديرية علما أن الإجراءات الشراء تتخذ وقت قبل تزويد المحطة مما يحدث أزمة بسبب نفاد الزيوت في تلك الفترة.من جهتها أكدت مصادر ‘'آخر ساعة'' أن شركة نفطال وضعت برنامجا خاصا لمواجهة النقص الفادح لمادة زيت السيارات في السوق، بداية بتوجيه تعليمات صارمة إلى مسؤولي وحدات البيع المتعاملة معها، لتقليص عدد الطلبيات اليومية المقدمة من طرف أصحاب محطات بيع الوقود، حيث وصلت حد بيع برميل بسعة 200 لتر من زيت السيارات الخام يوميا. وقد دفع تقليص شركة نفطال برنامج التوزيع لمادة زيت السيارات، إلى لجوء أصحاب محطات توزيع الوقود إلى تعبئة قارورات المياه المعدنية الفارغة بزيت السيارات الخام، وعرضها للبيع بسعر 200 دينار جزائري للتر الواحد على مستوى نقاط بيع الوقود.ومن جهة أخرى ومنذ تاريخ شروع مصالح نفطال في صيانة مصفاتها بسكيكدة، فقد اغتنم العديد من التجار ممن يرغبون في تحقيق الربح السريع في الترويج لزيوت مجهولة المصدر، معبأة داخل دلاء بسعة تتراوح بين لتر واحد وخمس لترات لا تحوي لاصقات تبين اسمها ولا صانعها وكيفية صنعها ولمن يصلح استعمالها، حيث حاول هذا النوع من التجار الموازيين حتى استغلال مسيري محطات البنزين من أجل مساعدتهم على تسويقها، بعرضها في رفوف المحطات. وأكدت مصادر أن هذا النوع من الزيوت المغشوشة يتسبّب في أعطاب بمحرك السيارة، مثلما سجل مع العديد من أصحاب السيارات ممن وقعوا ضحايا هؤلاء المضاربين، وقد أدى تسجيل ندرة في زيوت السيارات السياحية والنفعية دون الشاحنات، إلى تسجيل مناوشات ما بين مسيري محطات البنزين وأصحاب المركبات، وصلت إلى حد تبادل التهم فيما بينهم، تمحورت حول تعمد صاحب المحطة إخفاء الزيت من أجل إعادة بيعه بأثمان باهظة طالب فيصل