وسجلت النتائج ان ما كان مجرد اتجاه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، تأكد بشكل واضح في الانتخابات المحلية. لقد أكد الجزائريون بطريقة جلية رفضهم القطعي للإسلام السياسي.وسجلت الأحزاب الإسلامية تراجعا واضحا مقارنة بالانتخابات المحلية في 2007. ولم تحصل حركة “مجتمع السلم” مع حلفائها في “تحالف الجزائر الخضراء” الأغلبية المطلقة الا في عشر بلديات في حين حصلت حركة مجتمع السلم لوحدها في 2007 على 16 بلدية. وفي الانتخابات التشريعية لم يفز الإسلاميون الذين كانوا يأملون في الاستفادة من رياح الربيع العربي، الا ب61 من مقاعد البرلمان ال 462.وفاز حزب جبهة التحرير الوطني بأغلبية مقاعد المجالس البلدية والولائية اثر ثاني اقتراع ينظم منذ الإصلاحات السياسية التي ادخلها في أفريل 2011 الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للوقاية من عدوى الربيع العربي. وحصل الحزب الواحد سابقا بعد فوزه في الانتخابات التشريعية، على الأغلبية المطلقة في 159 بلدية من 1541 بلدية في الجزائر، بحسب الأرقام الرسمية، كما حصل على أغلبية نسبية مريحة في 832 بلدية يمكنه ادارتها بدعم حلفاء له. ويعول حزب جبهة التحرير على تحالفه مع التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة القوى الاشتراكية بزعامة المعارض التاريخي حسين آيت احمد، مثلما افاد الامين العام لحزب جبهة التحرير عبد العزيز بلخادم بينما تطرح مسألة التحالفات إشكاليات كبيرة ويتوقع ان تدخل العشرات من المجالس المنتخبة في إنسدادات بسبب تقارب عدد المقاعد التي تحصلت عليها الأحزاب في الكثير من البلديات.وقد تقدم حزب جبهة التحرير على التجمع الذي حقق اختراقا انتخابيا من خلال سيطرته على 132 بلدية مقابل 107 بلديات في 2007.كما فاز التجمع الوطني الديمقراطي ثاني قوة سياسية في البرلمان، باغلبية نسبية في 215 مجلسا ولائيا.وحل ثالثا بعد حزبي جبهة التحرير والتجمع الوطني، حزب مثل مفاجأة هذه الانتخابات هو الحركة الشعبية الجزائرية الذي فاز ب 6 بالمئة من المقاعد وبالاغلبية المطلقة في 12 بلدية.وهذا الحزب الذي يقوده وزير البيئة عمارة بن يونس حصل على ترخيصه القانوني في سياق الإصلاحات السياسية لبوتفليقة.وفاز حزبا المعارضة التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية على 13 و11 بلدية اساسا في معقليهما بمنطقة القبائل.ولا يرغب الإسلاميون في وصف الانتخابات بأنها هزيمة لهم، بينما يعتبر جاب الله هذه القراءة ‘' مغالطة متعلقة بموضوع التيار الإسلامي الذي في عمومه قاطع الانتخابات. ويقول أن الكثير من الملاحظين أشاروا إلى أن الانتخابات المحلية كانت هزيمة نكراء للتيار الإسلامي، وبأنه تقهقر، فكأنما هناك تشف وأمنية تراود أصحاب هذا القول. أما الحقيقة أن التيار الإسلامي قاطع الانتخابات، وجبهة العدالة مقاطعة والتيار السلفي في عمومه مقاطع''، في إشارة إلى أن حمس والنهضة والإصلاح لا يمثلون التيار الإسلامي. ويرى جاب الله أن السلطة بمثل هذه الممارسات ستزيد في عزل نفسها عند الرأي العام الواسع، الرافض لهذه المهزلة الانتخابية والمقاطع لها. وقد أكدت النتائج في النهاية سلامة تحليلنا. وبشأن صعود أحزاب محسوبة على السلطة بمناسبة الانتخابات المحلية، على عكس الإسلاميين، يرى جاب الله: ‘'هذه أحزاب هم الذين أنشأوها وعندما ينتهي دورها يستغنون عنها. ولكنني أرى أنه من المسخرة ومن لغو القول أن نتحدث عنها، أنا ليست في بالي هذه الأحزاب ولا تندرج ضمن اهتماماتي”.