عرفت مدينة قسنطينة نهار أمس تساقطا معتبرا للثلوج حيث اكتست حلة بيضاء عمت جميع أنحاء عصمة الشرق الجزائري كما رافقها انخفاض محسوس في درجة الحرارة الذي وصل إلى تحت الصفر عند زوال أمس، وقد شهدت المنطقة قطع العديد من الطرق الولائية والبلدية خاصة المتواجدة بالمناطق النائية والمعزولة كبني حميدان ، ديدوش مراد وبعض القرى الغربية للولاية والتابعة لبلدية عين اسمارة، زيادة على منطقة عين أعبيد وابن باديس، كما تسببت الثلوج في تأجيل العديد من الرحلات الجوية وأفادت مصادر من مصلحة الأحوال الجوية بقسنطينة في نشرة خاصة أن منخفضا جويا كبير الحجم يتربع على منطقة البحر الأبيض المتوسط من الغرب نحو الشرق وهو مصحوب باضطرابات جوية كبيرة وهواء بارد . وقد دفعت هذه الوضعية الاستثنائية بالسلطات المحلية لولاية قسنطينة لمنح الأولوية للمناطق النائية من أجل فك العزلة عن المواطنين، و تطلب فك العزلة عن سكان هذه المنطقة الصغيرة الذين راودهم شعور خلال هذه الأيام الشديدة البرودة بأنهم يعيشون “بعيدا عن العالم” على الرغم من أنهم قابعون بضواحي مدينة قسنطينة تجنيد عتاد هام للأشغال العمومية على غرار الجارفات الضخمة و كاسحات الثلوج التي تم تسخيرها من أجل إزالة الثلوج على مستوى جميع طرقات الولاية . و إذا كانت غالبية محاور المواصلات قد أعيد فتحها خلال نهار أمس فإن بعض الطرق تبقى “جد صعبة” على غرار الطريق الوطني رقم 3الرابط بين ولايتي قسنطينة و سكيكدة بمرتفع الكنتور أو مغلقة تماما مثلما هو الشأن بالنسبة للطرق الولائية 134و 04و 151 التي تربط على التوالي ابن زياد بميلة و ابن زياد بعين السمارة و قسنطينة بالمريج.و من جهتها فإن مصالح كل من شركة التوزيع للكهرباء و الغاز و نفطال و مديرية الطاقة و المناجم فهي تتدخل بشكل دائم من أجل إعادة التيار الكهربائي الذي ما يزال مقطوعا بكل من عين النحاس و الإخوة براهمية و وادي حميميم و سيدي مسيد و ابن زياد و كذا لأجل تموين القرى المعزولة بمواد غذائية و منتجات طاقوية على غرار غاز البوتان والمازوت.