مالا يعرفه الرجل ان المراة اكثر عمقا من الارض ..وانها ارهف حسا من السحاب ..وانها من قلب شاسع كالسماء واحتراق موجع كالنار ..ما لايعرفه الرجل هو انها من ضلعه ليست اعلى منه ولا هي اسفله وحتى لا تزحلق التاج من على راسه خلقت كي تسكنه فإن هي اوجعته توجعت وان هي افرحته فرحت وان هي تغافلت عنه ضاعت وإن حكت هما او اشتكته لربها فماهي الا تشكي وجعه او ترفع دعواته ..مالا يعرفه الرجل ان هذه الصفات ليست موهبة انما هبات ربانية فطرت عليها حواء كما فطر عليه ادم ..لذلك من حق الرجل ان يدرك معناه من حقه ان يملكها كما تملكه هي ..لذلك اذا جاعت للحب تحطم هو وان تشبعت به سمى ..وما تفعله بعض النسوة وان كانت طريقة التعبير عنه خاطئة فإنما من عدم تشبعها بثقافة «مايريده الرجل « لذلك خلق الله الشجر واقتطعت منه الفؤوس الخشب ورسم النجار مربعا كبيرا فسماه الخشبة «بتاء التأنيث« حتى لا ينسى الخشب أن جذوره نبتة \ شجرة وأن أغصانه أعواد وثمار وورق..\على الخشبة المربعة كانت الطفلة «وافية« تقفز وتعد بصوت عذب كالعصفورة «واحد ..إثنان..ثلاث«..مثل الزهرة نبتت فوق الخشبة مثل الفراشة حلقت حول الخشبة وليلا صارت قنديلا مشتعلا بالحكايات من على الخشبة ،في غفلة منها رسم الله سلطانا يجالسها كل أوان تحكي وافية تحكي حتى صارت عروس الرمان زعم السلطان ان له حاشية مع الوقت التفت بالخشبة غابات واحراش برية وغزلان تشاطرها الفرح واجتمع الاهل والاصحاب واحب السلطان وافية ..لكنها قالت للاقداريا مرسول الرحمان إما ان تقلع قدمي واهديك غيابي اما ان تترك حصاني يحرسني اشارت وافية لحارسها المأمون كان كتابا وكانت هي من يفك حروفه وحدها الخشبة تعرف هذا وحدها دون السلطان ..كبر الحلم وازدادت وافية بهاءا حتى صار السلطان لايقوى على النوم ابعد من ساقيها..و لايشعر بالامان ..فهم الربان قصته فهم ما معنى ان تدفن امراة دمعتها في صدر حبيب قالت لايمكن ان اهوى بشرا لايعرف معناه ومعناي لا يمكن ان افتح روحي لنافذة برد ،هذا الخشب ماواه وماوايا ..هذا الماء سكرقصتنا ..لن اترك سلطاني لا احيا دونه ارقص ارقص فوق الخشبة ويغني هو وجع حكايتنا فلتمضي ايها المحبوب في دربي اني ان همت على الخشب فلكي تعرف عشقي وتفهم معناي ..لا روح لي خارجها الخشبة هي بدئي ومنفايا لا تخجل ان كنت مثلي عاشقها خل السلطان مقعده انحنى كي ينزع جبته ومثل الاغصان تعرى من خضرته وصار صار بساطا يفترش..من ذاك الوقت تغطت وافية ببرنوسه وصار سريرهما الخشبة وازداد عندهما ولدان وبنت حلوة كالتمر سميت «سهبة «..من ذاك الوقت والناس تصفق لرقص إمراة أحبها سلطانا فسكنته وإفترشا الخشبة . ثم ماذا ثم انسدل الستار ...اهتف يا شهريار النجار لتحيا وافية .