دعا المنسق العام لحركة البناء الوطني» مصطفى بلمهدي إلى «نقل المشروع الاسلامي من الشكوك و الاتهامات إلى مرحلة الثقة و التجربة»، كما حثهم على «مسؤولية تطبيق شعارات منا ننطق بها فلما أريد لها التحول إلى برامج قامت من حولها الأنواء و الأعاصير و العواصف» . ودعا بلمهدي خلال المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد الذي يتألف من اطياف التيارات الإسلامية ، في غياب قياداتها أمس ووسط حضور مكثف لأتباع هذا التيار ، إلى ‘‘تأمين المرحلة الجديدة لمشروع الحركة في ظل الدخول في إكراهات الدولة و متطلباتها و توازناتها و الانفتاح على الخير الموجود في الأمة الذي طمست عليه حالة الفساد و فتح المجال أمام الخبرات المختلفة بعيدا عن التصنيفات الايديولوجية و الحزبية‘‘. وسجل مصطفى بلمهدي أن «الانجازات التي حققت لم ترق إلى مستوى الامكانات المادية و البشرية المسخرة و لا لتضحيات الشعب و طموحاته و أدت إلى هزال هوية الأمة و غياب مشروع المجتمع و التشكيك في شرعية السلطة و المؤسسات»، كما تحدث عن تراجع أدوار الجزائر الاقليمية و مكانتها الدولية. و أضاف المتحدث عن وجود «منظومات هجينة سيرت بها البلاد لم تعكس طموحات نوفمبر»، مؤكدا أن سبب ذلك هو «الممارسات المشبوهة و الاصرار على تدوير السلطة بدل التداول السلمي عليها، وهو ما أدى إلى إنشاء توترات عكستها طبيعة الانجازات و تم التراجع عن إصلاحات بإصلاحات أخرى هي محل مراجعة أيضا«. وعرف المؤتمر التأسيسي للحركة التي ولدت من رحم «حركة التغيير»، انضمام ما يفوق 99 بالمائة من نواب هذه الأخيرة، و تداول عدد منهم أن «لا سلطاني ولا مناصرة يمثل المنهج الفكري والتربوي والسياسي الصحيح لحزب نحناح»، و قال أحد المنضمين لحركة بلمهدي« إن «المشروع الجديد يهدف إلى لم شمل من يؤمنون بالفكر والمنهج الوسطي المعتدل، الذي يمثله الراحل نحناح، وعلى من يؤمن برسالة هذا سواء في حركة الدعوة والتغيير أو في حركة مجتمع السلم فعليه أن ينضم إلى هذا المشروع وإلى هذا الحزب و وقفت الحركة «بأسف أمام حالة القلق الذي تعيشه البلاد و أمام ترهل الساحة السياسية التي ساهمت فيها الرغبات الشخصية الجامحة لبلوغ أو البقاء في السلطة على حساب الديمقراطية و اختيار الشعب»، و رأت ان الأصل في الاصلاح الشامل لا يزال قائما و لكن «يبدأ من إحياء الضمير و الوعي». و أعلنت الحركة التي انشقت عن حركة التغيير لعبد المجيد مناصرة، «حرصها على إرث الشيخ نحناح في بناء الدولة الحديثة و التعاون مع القوى الوطنية المخلصة للمشروع الوطني الأصيل و المشاركة في التحولات الحاصلة في البلاد، داعية إلى بناء جدار وطني يقف في وجه التحديات و يتجاوز الدعوات المحدودة بتيار أو جهة أو فئة لأن الواجب الاهم هو الوطن و الأمة«..